يقول رهين المحابس الثلاثة ـ وقد كني خطأ برهين المحبسين ـ
أَراني في الثَلاثَةِ مِن سُجوني
فَلا تَسأَل عَنِ الخَبَرِ النَبيثِ
لِفَقدِيَ ناظِري وَلُزومِ بَيتي
وَكَونِ النَفسِ في الجَسَدِ الخَبيثِ
ولكن فقدان بصره (ناظره) لم يفقده البصيرة، أما لزومه بيته فاليوم هو في كل مكان، وجسده الخبيث هو كجسد كل ابن أنثى، فجميعنا خبثاء الأجساد.
أبو العلاء المعري كالمتنبي ملأ الدنيا وشغل الناس، وربما أكثر، ألم يقل:
وقد سارَ ذكْري في البلادِ فمَن لهمْ بإخفاءِ شمسٍ ضَوْؤها مُتكاملُ؟
وإني وإن كنْتُ الأخيرَ زمانُهُ لآتٍ بما لم تَسْتَطِعْهُ الأوائلُ
اليوم أعلن المشرفون على منظمة "ناجون من المعتقلات السورية" الانتهاء من مشروع رأس المعري، وهو عبارة عن منحوتة عملاقة تجسد رأس الشاعر والفيلسوف أبي العلاء المعري بارتفاع قدره 325 سنتيمتراً، سيتم نصبها في باريس «إهداءً للمعتقلين والمُغيّبين قسرياً في سوريا، وستبقى المنحوتة في عاصمة النور والأنوار إلى أن تتحرر سوريا من محتليها وجلاديها، وتتمكن المنظمة من إعادة نصبها في مسقط رأس شاعرنا وفيلسوفنا في معرة النعمان، »..
وقد ساهم أكثر من 350 سورياً وعربياً بتبرعات لإنجاز هذا العمل الذي نفذه النحات السوري عاصم الباشا. وهذا العمل الرائع كان ردا على جحافل الجهل والظلامية الذين قطعوا رأس نصب المعري في المعرة في العام 2013، وعلى نظام التجهيل، والتعتيم، والتكميم، والمعتقلات، والإجرام الأسدي
شكرا لمنظمة "ناجون من المعتقلات السورية"