عندما يضحك "الريس" على أطلال الزلزال

بشلر الأسد في دولة في حلب المنكوبة
بشلر الأسد في دولة في حلب المنكوبة


هزت صور بشار الأسد خلال زيارته إحدى المناطق المنكوبة بالزلال في حلب بعد أربعة أيام من وقوعه وهو يضحك وتبدو عليه السعادة مشاعر السوريين الذي فقدوا عائلاتهم التي قضت تحت الأنقاض، ودمرت منازلهم، وخسروا كل ممتلكاتهم، في الوقت الذي بدا الرئيس التركي رجب طيب أوردغان بوجه متعب وحزين وهو يعانق ويواسي المتضررين ويعد بالمساعدات وتوفير كل ما يلزم لكل متضرر، في زياراته التي شملت معظم المناطق المنكوبة. كان المصاب جللا، والمأساة كبيرة لهؤلاء السوريين الذين هربوا من بطش النظام وإجرامه ليواجهوا ظلم الطبيعة حتى في مهجرهم في تركيا. ومع ذلك ظهر بشار وكأنه يتفسح مع زوجته أسماء في نزهة ربيعية، ويأخذ صور السيلفي مع بعض رجال المخابرات والشبيحة الذين التفوا حوله، لم نسمع منه وعدا بمساعدة، ولا مواساة، ولم يظهر في وسيلة إعلامية يتوجه فيها بكلمة للسوريين ليشرح الوضع وماذا ستفعل حكومته إزاء هذه النكبة. وفي واقع الأمر هو جاء في عملية استعراضية تظهره بأنه زار منطقة منكوبة ك"رفع عتب". فهل يبكي أو يحزن على موت بضعة آلاف من هذا الشعب الذي قتل منه أكثر من مليون شخص وشرد نصفه، فما فعله الزلزال لا يساوي واحد بالمئة مما اقترفت يداه، ولا يزال.
وزيارته لحلب جاءت بعد زيارة رئيس الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني ليتفقد ميليشياته هناك، وجاء بشار في هذه الزيارة ليشكر ميليشيات الحشد الشعبي على انتصاراتها على الشعب السوري في المدينة التي أمر قواته سابقا بدكها فلحقها من الدمار والقتل يفوق ما فعله بها الزلزال، وضحكته الواسعة لما بعد النواجذ تعطي الانطباع لسعادته بهذا الزلزال الذي سيستغل فيه معاناة السوريين أبشع استغلال ليفك الحصار عن نظامه ويفلت من العقوبات التي فرضت عليه بسبب إجرامه بحق الشعب السوري الذي لن ينسى من أجرم بحقه، ولا بد لليل أن ينجلي، ويبزغ فجر الحق وصريف الأسنان، عندها سيضحك كثيرا من يضحك أخيرا.