لم تتوقف دولة الاحتلال منذ احتلالها الأراضي الفلسطينية عن ارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني كان آخرها قيام قواتها الخاصة بقتل 10 فلسطينيين بينهم امرأة مُسنة وإصابة 12 آخرين، في عملية في مدينة جينين الفلسطينية دون رادع، أو حتى إدانة من قبل المجتمع الدولي الذي يصمت عن جرائم دولة الاحتلال التي قتلت 29 فلسطينيا على الأقل في الضفة الغربية منذ بداية العام، وتقوم الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بانتهاك المسجد الأقصى باقتحامه من قبل المستوطنين مدعومين من قبل مدير الأمن اينمار بن غفير، وانتهاك مقدسات المسلمين. هذه الجرائم والانتهاكات الخطيرة لم تكن دولة الاحتلال لتتجرأ على ارتكابها لو أن ستة أنظمة عربية لم تقم بالتطبيع معها. وأن ردات الفعل للجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، التي لا تتعدى البيانات التي لا تقدم ولا تؤخر وتسخر حكومات الاحتلال منها. لقد كانت القضية الفلسطينية يوما القضية الأولى للعرب، وبيانات القمم العربية تشهد على ذلك، وكانت شوارع المدن العربية تمتليء بالمتظاهرين المنددين بكل انتهاك أو اعتداء على الفلسطينيين. اليوم نراها صامتة إزاء هذه الجرائم النكراء. ألم نعد فعليا نحن العرب قادرين على مواجهة هذه الاعتداءات والجرائم بمواقف جريئة وحازمة على أقل تقدير؟ ألم نعد قادرين على الرد والضغط على المجتمع الدولي ونحن نمتلك الكثير من وسائل الضغط السياسية والاقتصادية والعسكرية؟ الغريب في الأمر أن من يتشدقون بالمقاومة والممانعة، بدء من النظام السوري الذي يتلقى الضربات واحدة تلو الأخرى ليس لديه رد سوى رده المعروف:"سنرد في المكان والزمان المناسبين" لكنه في الوقت نفسه يمطر الشعب السوري بكل أنواع الصواريخ والقنابل حتى المحرمة منها دوليا، أما إيران وحزب الله اللذين يتلقيان الضربات أيضا يلتزمان الصمت، فإلى متى سيبقى هذا الصمت المريب؟ أم أن الأنظمة العربية تعتبر اليوم أن القضية الفلسطينية لم تعد من أولوياتها، وليقبع الفلسطينيون أشواكهم بأيديهم.