يصادف الأحد 8 يناير اليوم العربي لمحو الأمية، وقررت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، من خلال الجهاز العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار، أن يكون الثامن من يناير من كل سنة يوما عربيا لمحو الأمية وتعليم الكبار.
مؤسسة قلم الإبداع اليمنية، أشارت إلى أن "معظم الدول العربية تشكل بؤرا سوداء للأمية على المستوى العالمي وبالمقارنة مع الدول النامية، وتكشفت ألكسو أن معدل الأمية في الدول العربية بلغ 27,1 في المئة مقارنة بـ16 في المئة على مستوى العالم..
وحسب الكسو فإن عدد الأميين في العالم العربي يقارب الـ54 مليون شخص، وهو عدد مرشح للارتفاع في ظل الأوضاع التعليمية المتردية والأزمات التي تمر منها المنطقة، إلى جانب النزاعات المسلحة التي تسببت إلى الآن في عدم التحاق قرابة 13,5 مليون طفل عربي بالتعليم النظامي..
التقرير الاقتصادي الصادر عن صندوق النقد العربي إلى أن نسبة الأمية بين البالغين (15 سنة وما فوق) قدرت في الدول العربية بنحو 24,6 في المئة وهي بذلك تفوق مثيلاتها في جميع الأقاليم في العالم، باستثناء أفريقيا جنوب الصحراء، حيث بلغت نحو 33,9 في المئة. ووفق التقرير سجل معدل الأمية بين البالغين في عام 2020 تزايدا عما كان عليه خلال عام 2010. هذه الأرقام المخجلة في عالم يتقدم بسرعة الضوء بفضل العلم يظهر جليا أن تقدم العرب لا يمكن أن يتم إلا بمحو أميتهم، ووضع الشخص المناسب في المنصب المناسب، وتخصيص ميزانيات مناسبة للتعليم والبحث العلمي، والقضاء على الفساد، فالأموال التي نهبت من مسؤولين لا يتعدى تحصيلهم شهادة متوسطة أو ثانوية "تشحيط" في أفضل الأحوال كان من شأنها أن تبني مدارس ومعاهد وجامعات كفيلة بمحو الأمية والارتقاء بالتعليم إلى مستويات رفيعة. لكن هموم الأنظمة العربية بعد الربيع العربي كانت منصبة على هدف واحد هو كيف يمكن التخلص من هذه الثورات التي تقوض العروش وتسقط الرؤوس ولو كلفها ذلك أموالا طائلة، وسفك دماء شعوبها. ففي سوريا قام النظام بتحويل المدارس إلى مراكز اعتقال وتعذيب، ودمر لا يقل عن 500 مدرسة وقتل مئات الأطفال فيها. واليوم وبعد موجات اللجوء والنزوح هناك مئات آلاف الأطفال دون تعليم، وبعبارة أخرى هناك جيل كامل أمي وهذه جريمة أخرى لا تغتفر لنظام دمر كل شيء حتى التعليم.
رحم الله والدتي التي كانت تردد دائما على مسمعي: العلم يبني بيوتا لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والكرم.