يعتبر السوريون أن قشرة البصلة هي القيمة الأدنى ماديا، فيقول السوري في معرض حديثه إذا أراد أن يعبر عن تدني قيمة ما:"والله ما بتسوى قشرة بصلة"، اليوم يتداول السوريون هذا القول تعبيرا عن قيمة الليرة السورية التي لم تعد قولا وفعلا تساوي "قشرة بصلة"، فسعر كيلو البصل تخطى 2000 ليرة سورية، وإذا اعتبرنا أن كيلو البصل يعد تقريبا 20 بصلة من الحجم المتوسط فهذا يعني أن سعر البصلة الواحدة 100 ليرة سورية، فما هو إذن سعر الليرة الواحدة مقارنة بالبصلة الواحدة؟ لا شك أنها لا تساوي قشرتها. هذا ما أوصل إليه نظام الأسد الليرة السورية بعد انهيار الاقتصاد السوري، وتدمير البنى التحتية، وانتشار الفساد، ويجري الحديث حاليا عن إفلاس المصرف المركزي السوري ولم يعد يقوى على صرف رواتب الموظفين رغم تكذيب وزارة مالية النظام، لكن الواقع اليوم أن سعر الدولار تخطى ال 6500 ليرة سورية للدولار الواحد. ومن المعروف أن الليرة السورية أيام زمان كانت تشتري جوال بصل، وأن المواطن السوري لم يكن يحسب حساب البصلة، على عكس اليوم لأن الراتب المتوسط لا يتجاوز 200 ألف ليرة سورية إي بحدود 15 دولارا شهريا، ومع تدني سعر الليرة سيتدنى هذا الراتب ليصل قريبا إلى عشرة دولارات وربما أقل، وهذا يعني أن البصلة سيرتفع سعرها أكثر وستصبح بعيدة المنال. فكيف البيض أو الفروج مثلا.. لأن الراتب المتوسط بالكاد يشتري فروجين، أما البيضة التي تجاوز سعرها سعر البصلة بكثير جعلت الدجاجة تدر راتبا على من يقتنيها أكثر من راتب موظف إذا باضت 30 بيضة شهريا. أي باتت مسألة الغذاء في ظل هذا النظام من المضحكات المبكيات. سقى الله أيام زمان عندما كانت البصلة لا تناطح القرش الواحد. (الليرة السورية تساوي مئة قرش)