بعد العديد من التصريحات خلال الأشهر القليلة الماضية من الأطراف التركية بأن أنقرة مستعدة لفتح صفحة جديدة مع النظام السوري، ويمكن أن تؤدي إلى لقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أوردغان ورئيس النظام السوري بشار الأسد في عملية تطبيع للعلاقات بينهما بعد عداوة طويلة الأمد وتضارب المصالح بينهما وخاصة فيما يتعلق بدعم أنقرة للمعارضة السورية السياسية والمسلحة، وكان أردوغان قد صرح أكثر من مرة أن "لا عداوة دائمة في السياسية". وفي واقع الأمر ما تهدف إليه تركيا يتمحور حول إعادة قسم من اللاجئين السوريين إلى "مناطق آمنة"، ودفع قوات سورية الديمقراطية "قسد" للانسحاب من الشريط الحدودي مع سوريا بعمق 30 كم، كي تكون كمنطقة منزوعة السلاح تضمن تركيا من خلالها أمنها القومي ضد التحالف بين قسد و بي كي كي (حزب العمال الكردستاني).
" لكن مصادر متعددة أشارت مؤخرا إلى أن الأسد يقاوم الجهود الروسية عرابة التقارب بضغط من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإجراء أي لقاء محتمل مع الرئيس التركي وحتى مع وزير خارجيته، لأن مثل
هذا الاجتماع قد يعزز موقف الرئيس التركي قبل انتخابات العام المقبل، خاصة إذا كان هدف أنقرة إعادة قسمٍ من 3,6 مليون لاجئ سوري من تركيا وحسب الوكالة الألمانية للأنباء فإن أحد المصادر السورية قال:.
"لماذا نمنح أردوغان نصرا مجانيا؟ لن يحدث أي تقارب قبل الانتخابات"، وقال مصدر آخر، وهو دبلوماسي مطلع على الاقتراح، إن سوريا "ترى أن هذا الاجتماع عديم الجدوى إذا لم يأت بشيء ملموس، وما نطالب به الآن هو الانسحاب الكامل للقوات التركية من الشمال السوري. في الوقت الذي ما زالت نوايا أنقرة القيام بتنفيذ عملية عسكرية كبيرة ضد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وطردها من مدن سورية تسيطر عليها ولا سيما منبج وعين العرب. وتعارضها روسيا وإيران وأمريكا وألمانيا. باختصار فإن مثل هذا التقارب غير وارد في المنظور القريب وينطبق على هذه العملية البوتينية لدفع أوردغان لتطبيع علاقاته مع رئيس النظام السوري:"رضينا بالبين والبين لم يرض بنا"