رحل نتنياهو.. وعاد نتنياهو

يبدو أن دولة الاحتلال لم يعد لديها رجال سياسة قادرين على مواجهة اليمين الإسرائيلي المتطرف بقيادة رئيس الوزراء ذي النسخة المتكررة عدة مرات، وهذه المرة يزداد المتطرف تطرفاً بتحالفه مع حزب الصهيونية الدينية برئاسة إيتمار بن غفير.

وتصادف عودة نتنياهو بنسخته الأخيرة مع انعقاد القمة العربية في الجزائر التي أكد بيانها الختامي

– التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية والدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما فيها حقه في الحرية وتقرير المصير وتجسيد دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على خطوط 4 حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948.

– التأكيد على تمسكنا بمبادرة السلام العربية لعام 2002 بكافة عناصرها وأولوياتها، والتزامنا بالسلام العادل والشامل كخيار استراتيجي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي العربية، بما فيها الجولان السوري ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا اللبنانية، وحل الصراع العربي-الإسرائيلي على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام والقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

– التشديد على ضرورة مواصلة الجهود والمساعي الرامية لحماية مدينة القدس المحتلة ومقدساتها، والدفاع عنها في وجه محاولات الاحتلال المرفوضة والمدانة لتغيير ديمغرافيتها وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية والوضع التاريخي والقانوني القائم فيها،

– المطالبة برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.

– التأكيد على تبني ودعم توجه دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ودعوة الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى القيام بذلك، مع ضرورة دعم الجهود والمساعي القانونية الفلسطينية الرامية إلى محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي اقترفها ولا يزال في حق الشعب الفلسطيني.

– الإشادة بالجهود العربية المبذولة في سبيل توحيد الصف الفلسطيني والترحيب بتوقيع الأشقاء الفلسطينيين على “إعلان الجزائر” المنبثق عن “مؤتمر لمّ الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.

هل هذه القرارات قابلة للتنفيذ؟  لا أعتقد لأن هذه القرارات هي صدى لمؤتمر قمة بيروت من العام 2002 والتي تم الإعلان فيه عن مبادرة الملك عبد الله ( مبادرة السلام العربية)، ومنذ عقدين على إعلانها لم تتقدم القضية الفلسطينية قيد أنملة بل العكس تماما، تمادت دولة الاحتلال باحتلالها مزيدا من الأراضي الفلسطينية، واعتداءاتها المتكررة على غزة، وسوريا، وعقدت اتفاقيات تطبيع مع أربع دول عربية جديدة (الامارات، البحرين، السودان، المغرب)، وتم عقد صفقات مليارية لبيع أسلحة ومعدات، ومشاريع إنمائية مع أكثر من دولة عربية، وتحالفات ضد إيران. ولم يحرك العرب ساكنا فيما يخص كل الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الفلسطينيين. ويرى محللون أن بعض الدول العربية رحبت بعودة النسخة الجديدة لنتنياهو عراب انفاقيات إبراهيم، وسياسته الصلبة تجاه إيران. وبالتالي فإن هذا البيان الختامي لقادة العرب ستعلوه غبار كثيفة ككل البيانات السابقة التي ملأت رفوف وأدراج الجامعة العربية.