السوري اليوم _ نقلاً عن القدس العربي
في الوقت الذي كانت أنظار العالم تتجه نحو تحليق سيارة طائرة صينية في سماء دبي، وإلى الدوحة التي تستكمل آخر التحضيرات لانطلاقة أكبر تظاهرة رياضية عالمية في كرة القدم تجري لأول مرة على أرض عربية في ملاعب وتجهيزات أبهرت العالم، وإلى الحرب الروسية الأوكرانية التي تزداد ضراوة وتهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام الأسلحة النووية، وتفاقم مشكلة التزود بالنفط والغاز بعد تخفيض انتاج أوبك اليومي بمليوني برميل، وغضب الإدارة الأمريكية من هذا القرار الذي سيؤثر استراتيجيا على علاقاتها مع المملكة العربية السعودية، كان الشاب السوري أسامة الوكاع يحتضر في غابات بلغاريا من البرد والجوع والعطش قبل أن يحقق حلمه في الوصول إلى أوروبا.
جثث عشرات السوريين وقبالة سواحل طرطوس السورية ، كانت جثث عشرات السوريين تطفو على الشاطئ بعد أن انقلب القارب الذي كان يقلهم في حلم الوصول إلى أوروبا أيضا ًمن بينهم أطفال ونساء.
أما الناجون منهم فقد تم اعتقالهم من قبل سلطات النظام السوري بتهمة الخروج من الأراضي السورية بطريقة غير شرعية، ولقي ثلاثة سوريين حتفهم بعد إصابتهم بصاعقة الثلاثاء أثناء عاصفة رعدية في العاصمة البلغارية صوفيا.
وذكرت الإذاعة الرسمية إن ثلاثة سوريين كانوا يحاولون الاحتماء من المطر تحت شجرة، فارقوا الحياة، جراء تعرضهم لصاعقة. فيما أصيب سوري آخر كان معهم إصابة بليغة ونقل إلى المستشفى.
تصرحات ميشيل عون
وفي لبنان صرح الرئيس اللبناني ميشيل عون أن تسفير السوريين في طريق العودة إلى سوريا سيبدأ مع بداية الشهر المقبل دون الأخذ بعين الاعتبار تحذيرات المنظمات الإنسانية التي تؤكد أن الوضع في سوريا غير آمن. وفي روسيا اتهام خاطئ لسوري أنه قام بتفجير جسر القرم في عملية انتحارية، واقتراح من “ميخائيل شيريميت” النائب عن منطقة شبه جزيرة القرم في مجلس الدوما نقل صواريخ “فويفودا” العابرة للقارات لسوريا لأنها “تشكل محيطا رادعا للعدوان الخارجي” حسب قوله.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية قرر الرئيس الأمريكي جو بايدن تمديد حالة الطوارئ بشأن الوضع في سوريا، معتبرا أن الوضع في سوريا يهدد الأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة، خاصة بعد الهجوم التركي على شمال شرق سوريا لأن الوضع في سوريا وفيما يتعلق بها، لا سيما الإجراءات التي اتخذتها الحكومة التركية لشن هجوم عسكري على شمال شرق سوريا، يقوض حملة هزيمة الدولة الإسلامية “داعش” في العراق وسورية، ويعرض المدنيين للخطر، ويهدد أكثر لتقويض السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، ولهذا السبب، يجب أن تستمر حالة الطوارئ الوطنية المعلنة في الأمر التنفيذي رقم 13894 المؤرخ في 14 تشرين الأول/أكتوبر 2019، سارية المفعول بعد 14 تشرين الأول/أكتوبر2022.
تفشي وباء الكوليرا
وحذرت الأمم المتحدة من تفشي وباء الكوليرا بعد أن تم اكتشاف 13 ألف حالة في الأسابيع القليلة الماضية.
وتذكر أنه تم اكتشاف الكوليرا في 13 محافظة من محافظات سوريا الـ 14، حيث سجلت منظمة الصحة العالمية آلاف الحالات المشتبه فيها، وتسببت في وفاة 60 شخصا حسب السجلات الرسمية ولكن يخشى أن يكون العدد أكبر بكثير.
وقد تفشى المرض عبر الحدود اللبنانية حيث سجلت 14 إصابة ووجود عشرات الحالات المشتبه بها. ولن تقتصر على سوريا ولبنان بل الشرق الأوسط بكامله مهدد بانتشار العدوى.
وفي الداخل السوري تدهور سعر الليرة السورية إلى مستويات متدنية جدا مقابل الدولار حيث وصل سعر الدولار إلى حوالي 5200 ليرة سورية وهي مرشحة لخسارات جديدة من قيمتها تجعل المواطن السوري يعاني من تضخم الأسعار وتآكل القوة الشرائية لراتبه الذي لا يتعدى وسطيا 25 دولارا شهريا.
في مدينة جاسم في ريف درعا الغربي قتل عشرات العناصر من تنظيم “داعش” إثر هجوم لمقاتلي المعارضة ظهر الجمعة 14أكتوبر/تشرين الأول وصرح مصدر عسكري من مدينة جاسم أن عملا عسكريا واسع النطاق اطلقته فصائل المعارضة المسلحة في مدينة جاسم للقضاء على خلايا تنظيم داعش المختبئة في منازل مدنية جنوب المدينة، هذه الخلايا متهمة بقتل شخصيات مهمة من المعارضة.
الفرقة الرابعة
وفي دمشق قتل وأصيب أكثر من 40 عنصرا من الفرقة الرابعة صباح الخميس بانفجار عبوة ناسفة بباص مبيت على طريق دمشق الصبورة، وقالت وكالة النظام سانا إن 18 عنصرا قتلوا وأصيب 27 آخرين جراء التفجير وتبنت سرايا قاسيون العملية. في الشمال في مدينة الباب شرقي مدينة حلب اغتال مجهولون الناشط محمد عبد اللطيف أبو غنوم وزوجته الحامل، وهو ناشط ينتقد حالة الفساد المنتشرة في المفاصل العسكرية والأمنية في المنطقة، وقد أثارت الجريمة ردود فعل كبيرة لدى السكان وطالبوا بمحاكمة الجناة.
وقد تم الكشف عن الجناة الذين يتبعون “لفرقة الحمزة” وتمكن الجيش السوري الحر من السيطرة على مقرات الفرقة وطردها خارج مدينة الباب. وقامت قوات تابعة لـ”هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقا المصنفة إرهابية من قبل أمريكا وتركيا) باقتحام مدينة عفرين.
وبعد هدنة لم تدم طويلاً عادت الاشتباكات بين فصائل الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، وهيئة تحرير الشام التي تحاول فرض سيطرتها على بعض المناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش الوطني.
مع كل هذه الأحداث الجسيمة والتي تفاقم من معاناة السوريين أمنياً، واقتصادياً، وتجاهل وسائل الإعلام العربية والغربية لمأساتهم التي لا تنتهي فصولاً.