فاضت روح الأميرة المناضلة منتهى سلطان الأطرش، وشيع جثمانها في مسقط رأسها في بلدة "القرياّ" هذه المناضلة الفذة وقفت مع ثورة الشعب السوري منذ اللحظة الأولى. هذه الوقفة الوطنية ليست غريبة على آل الأطرش هذه العائلة التي يتشرف بها السوريون الوطنيون الأحرار، فوالدها سلطان الأطرش قائد الثورة السورية الكبرى في العام 1925 وبطلها ضد الاستعمار الفرنسي لسورية، هذه الثورة التي لبى نداءها كل أحرار سورية في جميع المحافظات السورية. وبقي سلطان الأطرش رمز الوطنية السورية ابن جبل العرب، هذا الجبل الذي يقف اليوم في وجه طغيان آل الأسد. ومنتهى سلطان الأطرش سارت على خطى والدها وتراث أل معروف المعروف. هذه العائلة أنجبت أبناء يشرفون سوريا ورفعوا اسم سورية عاليا في العالم العربي ككل بالفنان الراقي المتميز فريد الأطرش أضاف للفن والموسيقى العربية الأصيلة، وللأغنية العربية ما لم يضفه أي فنان سوري آخر، وأخته أسمهان الأطرش سيبقى صوتها الرائع والمميز وأغانيها في ذاكرة الأجيال. ما قدمه آل الأطرش لسورية لا يمكن أن يمحى من الذاكرة، رحم الله الأميرة المناضلة التي كما وقف والدها في وجه الفرنسيين، وقفت هي في وجه نظام آل الأسد الذين اتهموها "بالإرهابية، والخائنة". ولسخرية القدر والتاريخ أن الخائن والإرهابي يتهم الثائر الوطني الشريف بما يحمله من صفات متأصلة فيه. فمن يسفك دماء سكان حماة ويدمرها، ومن يقتل شباب سورية تحت التعذيب ويحرق جثثهم ويتاجر بأعضائهم، ومن يقتل الأطفال بالسلاح الكيماوي، ويمطر مدن وقرى سورية بالبراميل المتفجرة، ويجلب زناة الليل وميليشيات الحقد الطائفي، وميليشيات قيصر روسيا هو الإرهابي الحقيقي، والخائن لسورية وشعبها. هذا هو الفرق بين عائلتين من جبلين في سورية الأولى سيمجدها السوريون ما حيوا، ويدخلون تاريخ سورية المنير من بابه الواسع، والثانية ستبقى ذكرى سوداء قاتمة كاحلة في ذاكرة السوريين الذين يهتفون اليوم في كل محفل "يلعن روحك يا حافظ، يلعن روحك يا بشار"