منذ مئة عام بالتمام والكمال تم اكتشاف قبر الفرغون توت عنخ آمون عندما اكتشف هيوارد كارتر قبر الفرعون في مثل هذه الأيام في العام 1922 بدعم من اللورد كارنافون، وكان الاكتشاف بسبر عميق في مكان في وادي الملوك في الأقصر في مصر، حيث وجد كارتر بعد بحث طويل هذا الكنز الثمين داخل ثلاث غرف خشبية متداخلة وفي الأخيرة كان هناك تابوت توت، وعلى كل باب من هذه الغرف كتب عليه بالهيروغليفية: من يدخل الغرفة سيموت. وفي الواقع حدثت أمور غريبة مع الكثير من الذين وطأوا أرض القبر، وكتب فيليب فاندنبرغ كتابا تحت عنوان لعنة الفراعنة وأورد فيه جميع الوفيات الذين ماتوا منهم اللورد كارنافون الذي مات بحمى شديدة بعد الاكتشاف بأشهر قليلة، وكلبه الذي كان يرافقه، ثم العديد من الأشخاص الذين شاركوا بالاكتشاف. سوريا بلد الكنوز التاريخية، والموقع الهام، وبلد الثروات المختلفة والتي وقعت فريسة نظام العائلة الأسدية التي اكتشفت ثرواتها ونهبتها وعندما ثار الشعب السوري ضدها جلبت الفرس والروس ليعيثوا فيها فسادا وقتلا بالشعب السوري. وتخلى العالم عن مبادئه إزاء ما يجري على الأرض السورية من انتهاكات لم يشهدها شعب من قبل، وكأن كل هذه الانتهاكات الجسيمة تجري على كوكب آخر. ولم يعد لهذا الشعب الثائر ضد الظلم والطغيان سوى أن يبتهل إلى الله:"يا الله ما لنا غيرك يا الله". والغريب في الأمر من مجريات الأحداث وكأن لعنة حلت بهؤلاء الذين أرادوا بالسوريين شرا، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أطلق حملة الغزو الروسي على أوكرانيا وكان يعتقد أنه سيحتلها ببضعة أيام لأن روسيا دولة عظمى وجيشها عرمرم، وجد نفسه بعد سبعة شهور يتقهقر وفي يوم ميلاده يدمر الجسر الذي بناه بتفجير شاحنة مفخخة، والغريب في الأمر أن كل الجنرالات الذين خاضوا عمليات القتل في سوريا فشلوا في أوكرانيا وتم عزلهم، واليوم يعين آخر جنرال منهم ومصيره سيكون كمصير سابقيه. لقد حلت لعنة السوريين على الروس، أما الفرس الذين جلبوا كل ميليشيات " أبو شحاطة" ليوغلوا في الدم السوري فإنهم يواجهون اليوم أكبر انتفاضة ضدهم في إيران، أما حزب الله "المقاوم الممانع" لإسرائيل الذي ارسل ميليشياته إلى سوريا لقتل السوريين فقد أودى بلبنان إلى الهاوية، وإسرائيل تهدد بتدمير لبنان كاملا إذا تجرأ مهاجمتها، ويبدو هنا أيضا أن لعنة السوريين قد أصابتهم جميعا، وهذه اللعنة ستلحق بنظام الأسد عاجلا أم آجلا فتاريخ سوريا يشهد أن كل غزاتها وزناتها انتهوا بالهزائم واندثروا وبقيت سوريا.