حرب أكتوبر وبوابات التطبيع

حرب أكتوبر(انترنت)
حرب أكتوبر(انترنت)

كان يوم سبت، السادس من تشرين الأول/أكتوبر في وضح النهار عبر الجيش المصري قناة السويس المحتلة من قبل إسرائيل، ودمر خط بارليف وانتصر في 53 معركة من أصل 64 معركة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي وسجل انتصارا لا شك فيه، في الجانب السوري كان الوضع مماثلا بعد اختراق الجيش السوري لخط إيلان والوصول على مشارف طبربا وقد شارك مع الجانب السوري قوات عراقية وكويتية وسعودية ومغربية. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أمكانية هزيمة جيش الاحتلال الذي أعطى صورة مكبرة جدا عن قدراته بعد هزيمة 67 . لكن رغم هذا الانتصار وعودة قناة السويس لمصر، بدأت نغمة التطبيع مع العدو إذ قام الرئيس المصري أنور السادات بزيامرة تل أبيب وإلقاء كلمة في الكنيست الإسرائيلي وظهرت مصر وكأنها تستجدي السلام مع إسرائيل رغم انتصارها عليها. وتم التوقيع على أول عملية تطبيع في العام 1979 في واشنطن، وقد دفع السادات حياته ثمنا لهذا التطبيع الذي كان مرفوضا من الشعوب العربية بشكل عاما. وتبعه الفلسطينيون في أوسلو في العام 1994 والأردنيون في وادي عربة. ثم موريتانيا التي ألغت الاتفاقية فيما بعد بسبب الهجوم الإسرائيلي على غزة. في العامين الماضيين هبت موجة اتفاق إبراهيم المطبعة مع الكيان الصهيوني شملت الأمارات والبحرين والسودان والمغرب، بعد كل عمليات التطبيع هذه ماذا كسب العرب من انحنائهم أمام دولة الاحتلال؟ فهي احتلت بيروت وطردت الفلسطينيين من لبنان في العام ،1982 مازالت تحتل الجولان والضفة الغربية ومزارع شبعا وتقصف سوريا، وتقتل الفلسطينيين في كل مناسبة في نابلس وجينين وغزة وتنتهك المقدسات الإسلامية في الأقصى وقبة الصخرة وتغتال القادة الفلسطينيين. كل عمليات التطبيع نفذت دون مقابل فقط في مصر استعيدت صحراء سيناء وما عدا ذلك فدولة الاحتلال تقدم بيادقها على رقعة الأرض العربية دون ردة فعل حقيقية، والأنظمة العربية منشغلة إما بقتل شعوبها أو أنها نيام في عسل اللامبالاة.