جريمتان بشعتان ومحزنتان هزتا الأوساط السورية وقعتا في تركيا ولبنان بحق لاجئين سوريين: فارس العلي في تركيا، وبشار أبو السعود في لبنان. هاتان الجريمتان تعكسا مدى الخطر والمعاناة التي يواجهها السوريون في دول الشتات. وقعت الجريمة الأولى في إقليم هاتاي وقع ضحيتها الشاب المتفوق فارس العلي الذي استطاع اجتياز امتحان الثانوية العام بتفوق على أقرانه الأتراك، وتمكن من حجز مقعد له في كلية الطب. لكن قدره كان يسوقه إلى مسار آخر، ففي طريقه للعودة للبيت تعرض له شبان أتراك وقاموا بالاعتداء عليه دون أي ذنب أو تحريض من قبله، وتلقى عدة طعنات بسلاح أبيض أودت بحياته، هذا الشاب المتفوق كان قد لجأ إلى تركيا مع والدته بعد مقتل والده في سوريا، وكانت والدته تعتمد عليه في إعالة العائلة، لا يمكن وصف حزن الأم التي ثكلت به، ولا شعور السوريين الذي واكبوا موكب تشييعه إلى مثواه الأخير. خاصة وأن هذه الجريمة باتت تتكرر في تركيا بحق السوريين. بشار أبو السعود الشاب السوري الذي ألقي القبض عليه من قبل الأمن اللبناني قتل تحت التعذيب خلال ثلاث ساعات فقط جراء عمليات التعذيب الوحشية التي تعرض لها وقد ظهرت على جسده كل آثار التعذيب بعد تسلم عائلته جثته, هذه الجريمة أثارت سخطا كبيرا في نفوس السوريين، خاصة وأن السلطات اللبنانية ما فتئت تضع على عاتق السوريين كل نكبات لبنان الاقتصادية والمالية التي ليس للسوريين فيها ناقة أو جمل. بل وقامت الحكومة اللبنانية بوضع خطة لترحيل السوريين على دفعات شهرية إلى سوريا بحجة أن البلد أصبح آمنا، لكن السوريين رفضوا بشكل عام العودة ما دفع رئيس الوزراء نجيب ميقاتي لتوجيه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يطلب منه وضع خارطة طريق لترحيل السوريين الذين حسب زعمه تسببوا في أزمات لبنان المالية والاقتصادية. مع أن السوريين على عكس ما صرح به ميقاتي قد ساهموا في الاقتصاد اللبناني بشكل أو بآخر، وأزمات لبنان من مفسديه وليس من السوريين الذين أصبحوا شماعة تعلق عليها كل مآسي الدول التي تستقبلهم. نحن نقول كفى ارتكاب الجرائم بحق السوريين الذين هربوا أصلا خشية جرائم النظام السوري الذي التي أودت بحياة أكثر من مليون سوري.