تمر السنوات دون أن يطرأ على ملف المعتقلين السوريين في سجون النظام وأقبية مخابراته أي تغيير يذكر. عدا عن تلك المسرحية الهزلية التي قام بها النظام بعد افتضاح أمر مجزرة حي التضامن لحرف الأنظار عن المجزرة الرهيبة التي لا تمت للإنسانية، بل لوحشية منقطعة النظير تنعدم فيها كل القيم الإنسانية، فالنظام الذي وجد نفسه محرجا من كشف الحقيقة عن هذه المجزرة بالأدلة الدامغة، لم يجد أمامه سوى دغدغة مشاعر الأمهات اللواتي فقذن فلذات أكبادهن في دهاليز أجهزة النظام الإجرامية، وفي واقع الأمر فإن النظام الذي أعلن الإفراج عن المعتقلين لم يفرج سوى عن عدة مئات من المعتقلين الذي فقدوا الذاكرة جراء التعذيب، أو أصابهم مرض عضال، أن اعتقل قبل أشهر عدة، وهذا كان استهتار واستغلال لعواطف أهل المعتقلين الذي انتظروا لساعات طويلة في الساحات لاستقبال فلذات أكبادهم، ويركضون من مكان إلى آخر متتبعين سيارات الشحن التي يشتبه بأنها تحمل معتقلين. حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان مازال هناك في سجون النظام حوالي 140000 معتقل وهؤلاء لا أحد يعرف عنهم شيئا سوى من يدفع للمبتزين أموالا طائلة لمعرفة فقط إذا كان أحد ذويهم حيا، وليس الإفراج عنه، ومن بين هؤلاء الاف الأطفال والنساء، وهناك من ولدوا وراء القضبان بعد أن تعرضت امهاتهم للاغتصاب من قبل المجرمين..هذا الوضع المحزن، واللاإنساني غض المجتمع الدولي الطرف عنه، ومعظم الدول العربية تريد تعويم النظام وعودته إلى الجامعة العربية، وحتى الدول التي كانت تنتظر سقوط النظام عادت اليوم لتعيد حساباتها وتبحث عن عملية تطبيع معه كتركيا التي وافقت على الحوار دون شروط مسبقة. إننا نناشد كل المنظمات الدولية، وحقوق الانسان، والمجتمع المدني، أن يولي اهتماما بالمعتقلين السوريين الذين يذوقون مر العذاب في سجون نظام الأسد. إنها مسؤوليتنا جميعا إزاء هذا العمل الإجرامي اللاإنساني.