الشعب لا يريد مصالحة النظام

وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو
وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو

أكدت تركيا مجددا سعيها لمصالحة بين فصائل المعارضة السورية والنظام، وذلك في تأكيد لتحول موقفها منذ لقاء الرئيس رجب طيب أردوغان نظيره الروسي فلاديمير بوتين قبل أيام.

وقال تشاوش أوغلو "يجب أن يتصالح النظام والمعارضة.. نرى أن المصالحة ضرورية لإحلال سلام دائم في سوريا"".

ما الذي دفع بأنقرة أن تحاول الدفع بالمعارضة لمواقف لا توافقها؟ وما الذي تغير منذ انطلاقة الثورة كي تقبل المعارضة والشعب السوري بالعودة إلى حضن النظام؟

منذ بداية النزاع في سوريا عام 2011، قدمت أنقرة دعماً أساسياً للمعارضة السياسية والعسكرية. وشنتّ منذ العام 2016 ثلاث عمليات عسكرية واسعة في سوريا، استهدفت بشكل أساسي المقاتلين الأكراد، وتمكنت قواتها بالتعاون مع فصائل سورية موالية لأنقرة من السيطرة على منطقة حدودية واسعة في شمال البلاد.

ولطالما وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظام الرئيس السوري بشار الأسد بـ"القاتل". وقال في أيار/مايو إنه لن يعيد اللاجئين السوريين الموجودين في بلاده إلى "أفواه القتلة".

ويأتي هذا التغيير في الموقف التركي بُعيد لقاء أردوغان في الخامس من آب/أغسطس بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، في ظل مصالح روسية وتركية متعارضة في سوريا حيث تقدم موسكو دعما كبيرا للرئيس بشار الأسد في مواجهة مجموعات مدعومة جزئياً من أنقرة. في حين أن النظام لم يعط أي إشارة للتصالح أو حتى اتفاق مبدئي مع المعارضة فخلال عدة سنوات من لقاءات لجنة صياغة الدستور تحت رعاية الأمم المتحدة لم تتقدم قيد أنملة في ظل تسويف متعمد من النظام. وضف إلى ذلك فإن بشار الأسد رفض أي لقاء مع الرئيس التركي رجب طيب أوردغان ما يضمن نتائج ملموسة لمثل هكذا لقاء ووصف اوردغان بالانتهازي...

وزير الدفاع السوري العماد علي محمود عباس صرح قائلا:" إن سوريا، بدعم من الدول الصديقة، تتقدم "بخطى ثابتة نحو تحقيق النصر النهائي على الإرهاب وإعادة الاستقرار".

وشدد، في كلمته بمؤتمر موسكو العاشر للأمن الدولي على وجوب "خروج جميع القوات الأجنبية الموجودة بشكل غير شرعي على أراضي سوريا"، وسمى الوجود التركي في شمال سوريا بالاحتلال" علاوة على ذلك فقد عبر الشعب السوري ومؤسسات المعارضة رفضها لمصالحة النظام، لأن معنى ذلك أن ننسى ضرباته الكيماوية وقتله للأطفال، ولمليون سوري منهم الآلاف تحت التعذيب، وكيف لنا أن نتغاضى عن الآلاف الذي قتلوا تحت التعذيب ووثقهم "قيصر" بالصور، أو ننسى حي التضامن وعشرات المجازر المشابهة؟ هل ننسى مي سكاف، وحسين الهرموش، وحمزة الخطيب، وعبد الباسط ساروت.. وعشرات ايقونات الثورة السورية المجيدة، وعذابات الملايين في مخيمات النزوح وبلاد اللجوء؟ نحن نثمن عاليا كل المواقف التركية السابقة من استقبال اللاجئين ودعم المعارضة لكن لا يجب أن تكون مصالح تركيا على حساب الشعب السوري وثورته، فالشعب السوري لا يريد مصالحة النظام.