إحدى وسائل الاستعمار للسيطرة على الشعوب في العهد الاستعماري البائد كان استخدام المخدرات ونشرها على نطاق واسع في البلد المستهدف، فالشعب المخدر لا يثور بل يبحث عن المخدر بعد أن يصبح من المدمنين عليه. وللحصول على المادة المخدرة وكانت الدول الاستعمارية تروج لمواد مخدرة رخيصة نسبيات كي يتمكن المواطن العادي من شرائها كالحشيش والمارجوانا والأفيون.. وتنتشر عصابات وكارتيلات المخدرات التي تجني أرباحا خيالية وترتبط بالدولة المصدرة بارتباط المصالح، وهذا ما حصل في الصين في فترة الاستعمار الإنكليزي الذي نشر مادة الأفيون، وكذلك في الهند ودول أخرى، وهذه المواد المخدرة وأخرى كالكوكائين والهيروئين وسواها تستخرج من النباتاتي . ولكن اليوم بات من الممكن تصنيع مخدرات من مواد أخرى كيمائية كالكبتاغون أو ما اصلح على تسميته "بالكوكائين الشعبي" وهذا المخدر الرخيص نسبيا (حبة كبتاغون ب 15 دولارا تقريبا) أصبح مصدره الرئيسي اليوم ليس من دولة استعمارية ولكن من النظام السوري المفلس الذي وجد في هذه المادة ريعا مريحا يدر عليه مليارات الدولارات لسد عجز ميزانياته بعد أن طبقت عليه عقوبات اقتصادية. ويقوم النظام بتصدير هذه المادة إلى أوربا والبلاد العربية مثل أيطاليا واليونان والعراق والسعودية ودول الخليج بشكل عام والأردن. وتعتبر الأردن المنفذ الرئيسي لتجارة الكبتاغون السوري، وقد قامت السلطات السعودية، والعراقية والأردنية بالكشف عن كميات كبيرة من أقراص الكبتاغون واشتبكت القوات الأردنية مع مهربين قادمين من سوريا في أكثر من مناسبة واحبطت عمليات تهريب بملايين الحبوب المخدرة. لكن يبدو أيضا أن الأردن تنبه إلى أن عمليات تهريب الكبتاغون لا تهدف فقط لجني المال ولكن لها أهداف سياسية أيضا، وهي إغراق المملكة بالمخدرات كما كان يفعل المستعمر سابقا لضرب المملكة من الداخل، وقد قامت القوات الأردنية مؤخرا بإطلاق عملية الحرب على المخدرات المسيسة في الداخل واستطاعت إلقاء القبض على شبكة في مدينة الكرك تستخدم مزرعة كقاعدة لها وقد وضعت يدها على أكثر من مليوني حبة كبتاغون وكمية من الأسلحة تحاكي كارتيلات المخدرات في أمريكا الجنوبية وهذا يعني أن عملاء الداخل يعملون مع المهربين من سوريا لإغراق السوق الداخلية الأردنية. حمى الله المملكة من شر المتآمرين عليها.