ترتكز الديمقراطية الليبرالية على أربعة أركان أساسية: فصل السلطات، (التنفيذية، التشريعية، القضائية)، ضمان الحريات الشخصية (حرية العمل، والتنقل، حرية الرأي والتعبير، وكل ما يضمنه الدستور والقوانين لحرية المواطن)، حرية الصحافة والوصول إلى المعلومة. المساواة أمام القانون، والفرص، وحق المواطن في العمل، والحماية، والعلاج..
عندما انطلقت الثورة السورية المجيدة كان شعارها ولا يزال "سوريا بدها حرية" والحرية لا تتجزأ أمام الأنظمة الديمقراطية الحقيقية (وليست المزيفة). فمن يقرأ أدبيات حزب البعث السوري يجد أنه يتشدق بكلمة حرية في شعاره وكأنها حقيقية مطلقة ومطبقة على أوسع نطاق في "نظام سوري ديمقراطي" كما يدعي مسؤولو النظام وعلى رأسهم الرئيس، إذ يعتقد المرء الذي يرى واجهة النظام اللماعة العاكسة للواقع أن سوريا هي "كفر سويسرا" أما المواطن السوري الذي عانى من ظلم وتعسف وسطوة هذا النظام لما ينوف عن نصف قرن بلغ فيه اليأس حده الاقصى وجاءت الشرارة الأولى لتحدث الانفجار الكبير، ويظهر هذا النظام على حقيقته وزيف خطابه، فالمواطن السوري لم يكن يتمتع بأدني درجات الحرية، فلا يحق له حتى الكلام، فهناك كل الآذان المتلصصة عليه لتسوقه إلى أقبية المخابرات لمجرد أنه تفوه بكلمة لا تروق للنظام الجائر. الثورة السورية من إيجابياتها أنها كشفت الحقيقة وعرت النظام الذي مقابل المطالبة بالحرية وهب السوريين القتل بالكيماوي وكل الأسلحة الفتاكة. وكان من إفرازات هذه الثورة الفصائل المسلحة التي أعطت لنفسها الشرعية بمصادرة الثورة، والمعارضة السياسية صادرت القرار السياسي دون العودة إلى ممثلين حقيقيين للشعب السوري الجريح. بالأمس وفي أكثر من حادثة وقعت في المناطق المحررة إذ يتعرض الإعلاميون العاملون في نقل الأخبار والوقوف على الأحداث للاعتداء من قبل الشرطة الحرة، وفي هجمة أخيرة قامت الشرطة الحرة بالاعتداء بالضرب واعتقال إعلاميين كانوا في عملية تغطية لوقفة احتجاج نفذها عدد من عمال القطاع الصحي في مدينة الباب شرقي مدينة حلب، ومن بينهم مراسل السوري اليوم مالك أبو همام..
وكانت كوادر طبية نظمت خلال الأسبوع الماضي في الشمال السوري وقفات احتجاجية في مدن عفرين والباب واعزاز، شمال سوريا، مطالبين بزيادة الرواتب و المساوة ما بين الكادر الطبي السوري و الكادر الطبي التركي، وأظهر المحتجون شجبا وتنديدا للمعاملة التي يتلقونها من الجانب التركي، (الداعم لهذه المنشئات الطبية) لعدم مساواتهم بزملائهم الأتراك في المعاملة والأجور على حدّ وصفهم.
و يبلغ راتب الطبيب التركي اضعاف مضاعفة عن راتب الطبيب السوري، و نفس الامر بالنسبة للممرضين ، مما ينعكس على أسلوب التعامل و التفرقة ما بين الكادر السوري و التركي. إن هذا التعامل مع الكادر الإعلامي مرفوض في ظل نظام يدعي أنه ثوري ويحترم مباديء الثورة السورية. موقع السوري اليوم سيفتح صفحاته على كل انتهاك للحريات وخاصة الإعلامية التي هي أحد أسس الديمقراطية والحرية..
.
