تفيد كل التقارير أن نظام الأسد لمواجهة الثورة السورية المجيدة للشعب السوري المطالبة بالحرية والانعتاق من نظام الإرهاب والإجرام والطائفية والفساد أنه استخدم كل وسائل التعذيب والاعتقالات التعسفية والإعدامات بحق الشعب السوري. آخر تقرير جاء من الشبكة السورية لحقوق الانسان في يوم مناصر المتعرضين للتعذيب في العالم الذي يصادف في السادس والعشرين من هذا الشهر، التقرير يفيد أن تقريبا 1,2 مليون سوري تعرضوا للتعذيب منذ بداية الثورة، وهذا يعني أن هذا الحجم الهائل لضحايا التعذيب أن النظام لديه منظومة كبيرة جدا من جيوش المخابرات التي تقوم باعتقال وتعذيب الناس، وهذه المنظومة المنظمة أنشئت لهذا الغرض فقط: التجسس على أنفاس الناس، واعتقال أكبر عدد من السوريين وتعذيبهم وقتلهم لإرهاب الآخرين من ناحية، والتخلص من المعارضين من ناحية أخرى. والأنظمة الديكتاتورية دون استثناء تقوم بعمليات قمع ممنهج للمواطنين، لكن لا يشهد تاريخ البشرية قمعا وإجراما بحق شعب ما مثلما شهد في سوريا على أيدي العصابة الأسدية. فعلى مدى نصف قرن ونيف تعرض غالبية الشعب السوري للتعذيب أو الإهانة، أو الاعتقال، أو التهجير، أو التفقير، أوا لتحقير، أو القتل. وحسب تقرير الشبكة السورية لحقوق الانسان فإن النظام السوري استخدم 120 طريقة للتعذيب التي أدت بكثير من الضحايا إلى القتل، وصور "قيصر" دليل فاقع على جزء بسيط من جرائم النظام، وللتخلص من الجثث انتشرت المقابر الجماعية والمحارق وشهادة "حفار القبور" توثق هذه الجرائم. والذليل الأكبر المصور حفرة حي التضامن الرهيبة التي تؤكد عمليات القتل بدم بارد ثم إحراق الجثث وردمها، وهذه الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية لن تمحى من ذاكرة الشعب السوري، ولا بد يوما من معاقبة المجرمين، ولهذا السبب يعمل النظام بكل وسائل الإجرام التمسك بالسلطة لأنه يعلم مليا أن سقوطه يعني جره إلى محاكمات قانونية تقاضيه على جرائمه، ولات حين مناص.