سمعت ضابطا سوريا عتيقا يقول ذات يوم بعد فضيحة بيع الجولان، أن الجيش السوري في عهد الزمن الجميل، أي زمن الرئيس شكري القوتلي كانت جبهة الجولان لا يملك الجيش السوري فيها من تحصينات سوى بعض المدافع وفي المرابض " بواري صوبيات" للتمويه وإيهام العدو بأنها مدافع موجهة، وكان الجيش السوري قادرا رغم ذلك الدفاع عن الجولان الحصين بمرتفعاته التي يصعب على العدو صعوده، وقال لأن هضبة الجولان تطل على الأرض المحتلة من عل، ولو أن نسرا أراد أن يحلق من حوض بحيرة طبريا ليصل على أعلى الهضبة لأخذ استراحتين في الصعود. كانت سوريا ذات سيادة وتحترم بين الدول، لأن رجالات سوريا ناضلوا من أجل استقلالها. يقول هذا الضابط أنه شهد واقعة الجولان ولم يجد أي تفسير عسكري لقرار الانسحاب الطوعي الذي أطلقه حافظ الأسد آنئذ سوى أنه سيناريو متفق عليه مع العدو. اليوم جاءنا الوريث ليسلم سوريا بأكملها لمجموعة من المحتلين الجدد، ويحولها إلى مصنع كبير للمخدرات، ومسلخ كبير للسوريين، وهذا ما أكدته صحيفة دير شبيغل الألمانية التي أجرت تحقيقا مع أحد أباطرة المخدرات التابع للعائلة الأسدية، وعاد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ليذكر بأن عمليات تهريب المخدرات والأسلحة ازدادت وتيرتها مؤخرا عبر الحدود السورية الأردنية. في الزمن الجميل كان القانون السوري يجرم تاجر المخدرات ويعاقبه بالسجن عشرين سنة، أما اليوم فنظام الأسد يدرب المهربين على الطرق المختلفة لإخفاء بضاعتهم القاتلة وتهريبها وجلب العائدات بمئات الملايين الدولارات، أي باختصار تحول رئيس النظام إلى أحد أباطرة كارتيلات المخدرات وعرابها في العالم كما قالت الصحيفة الألمانية كآل كورليونو، وإسكوبار وسواهما، ورغم ذلك هناك من يطبع العلاقات مع تاجر المخدرات وجزار سوريا