ميقاتي عندما يرى النملة ويتعامى عن الجمل

لاجئة سورية في لبنان
لاجئة سورية في لبنان

فاجأنا السيد نجيب ميقاتي رئيس حكومة لبنان لتصريف الأعمال بتصريح في يوم اللاجيء العالمي ينم عن مغالطة كبيرة في حق اللاجئين السوريين في لبنان، بعد أن تعهد حسب قوله:" العمل على إخراج السوريين من لبنان بالطرق القانونية، من خلال تطبيق القوانين اللبنانية بحزم، وأن لبنان حمل عبئا كبيرا لا يحتمل بسبب وجود 1.7 مليون نازح سوري ولاجيء فلسطيني يعيشون في جميع أنحاء البلاد.. ونتيجة لذلك يعيش حوالي 85 بالمئة من اللبنانيين الآن تحت خط الفقر" أفضل تشبيه لهذا التصريح هو هناك من يرى النملة ويتعامى عن الجمل. فقد نسي السيد ميقاتي أو تناسى أن من هجر السوريين من ديارهم هو حاكم لبنان الفعلي، الحاكم بأمر ولاية الفقيه الذي طلب منه الزج بقواته في سورية واستباحة أرضها واحتلال بيوتها في صحنايا ومضايا وبقين والزبداني والقلمون وقتل أهلها وتشريدهم. فجزب الله الذي جاء لإنقاذ نظام لا يقل إجراما عنه استباح دماء السوريين، وممتلكاتهم، ولم يكن أمامهم سوى اللجوء إلى لبنان وغير لبنان، فهل بإمكان رئيس حكومة لبنان أن يطلب من حزب الله الخروج من سوريا، وتعويض كل السوريين الذين تضرروا من وجوده بعد أن احتل أراضيهم وبيوتهم وقتل أبناءهم وهو الذي يملك كل الصلاحيات التنفيذية حسب الدستور اللبناني؟. ونقول للسيد ميقاتي إن فقر لبنان لم يكن بسبب السوريين فهم يعملون بأبخس الأجور، ومستغلون حتى النخاع من قبل أرباب العمل، ونصف الأطفال السوريين لم يلتحقوا بالمدارس، ويدفع اللاجئون حتى آجار الأرض التي ينصبون عليها خيامهم، وهناك من يجرم بحقهم. وفقر لبنان واللبنانيين يا سيد ميقاتي وباعتراف كل اللبنانيين، والتقارير الدولية أن انهيار لبنان وعملته جاء بسبب الفساد، وسرقات أموال الدولة، والبنوك التي تسيطر على اقتصاد البلاد، والأزمات السياسية التي تعصف بالبلد، فمن قتل الشيخ رفيق الحريري وأدخل لبنان في أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية كبيرة أليس عضوان من حزب الله حسب تقرير المحكمة الدولية. ومن فجر مرفأ بيروت أهو اللاجيء سوري.. ومن اغتال لقمان سليم، ووسام حسن، ووسام عيد هل هو اللاجيء سوري، ومن كان السبب في انهيار الليرة اللبنانية هل هو اللاجيء السوري.. لقد نسي السيد ميقاتي أن سوريا فتحت ذراعيها لكل اللبنانيين خلال كل فترة الحرب الأهلية اللبنانية التي دامت 15 سنة ولم تنصب خيمة واحدة في سوريا، ونسي أيضا أن سورية كانت البوابة المفتوحة لكل اللبنانيين الذين كانوا يأتون زرافات ووحدانا للتبضع في دمشق لأن الحياة فيها أرخص بكثير، ونسي ميقاتي أن رؤوس أموال ضخمة لرجال أعمال سوريين، أو لبارونات الفساد من النظام السوري موجودة اليوم في البنوك اللبنانية، ونسي ميقاتي أن مدينة طرابلس السورية مسقط رأسه ومنطقة عكار قد تم ضمها إلى لبنان بتصويت على قرار من البرلمان السوري نفسه، وربما لا يعرف السيد ميقاتي أن سوريا كانت دائما تستقبل كل العرب بدون تأشيرة دخول وأعطت كل عربي حق التجنس بالجنسية السورية، وفي لبنان الذي تحكمه الطائفية فالسوري المسلم السني غير مرغوب فيه لأنه يقلب موازين الطائفية في لبنان، ولو كان هؤلاء مسيحيين لتغيرت اللهجة وتم احتضانهم وتجنيسهم، ولم نسمع كل يوم هذه التصريحات من مسؤولين لبنانيين الذين يضعون اللوم على السوريين بكل مآسيهم... يا حيف