نظام الممانعة والمؤانسة

مطار دمشق
مطار دمشق

كذب رئيس النظام الأسدي السابق حافظ الأسد كذبته الكبيرة بإطلاق شعار "الصمود والتصدي" لدولة الاحتلال الذي ظل يمضغ فيه ثلاثة عقود وتروج له وسائله الإعلامية، وتبتز إدارات النظام الشعب السوري بسرقته عبر قانون المجهود الحربي الذي كان المواطن السوري يدفعه بكامل الرضا والحماس، كيف لا وأن النظام الصامد سيتصدى لدولة احتلال الجولان، وفلسطين الغاليين على قلب كل سوري، فالقائد إلى الأبد وعد، ووعده كان أن يحرر الجولان إلى آخر سنتيمتر من الأراضي السورية المحتلة، وهذه الكذبة الكبيرة التي اختلقها كباقي عمليات التلفيق والكذب تذكر بمخترع الكذب السياسي النازي غوبلز الذي قال: اكذب، اكذب، اكذب حتى يصدقك الناس"، والغريب في الأمر أن خلال عقود ثلاثة لم يطلق النظام "فتيشة" على دولة الاحتلال، وتبين أن الشعار كان ككل شعارات النظام من " وحدة حرية اشتراكية" إلى "أمة عربية واحدة" ألى "الصمود والتصدي" خلبية كغمامة ثقيلة حمت الشمس ولم تنقشع، وجاء وريثه الصنديد بشار بشعار خلبي آخر: " نظام المقاومة والممانعة" والذي لا يعني في الواقع شيئا، فمنذ أن استنجد الممانع بممانع آخر تمثل بميليشيات طائفية إيرانية تقيم قواعدها على الأراضي السورية وخاصة في محيط مطار دمشق والسيدة زينب، تقوم طائرات وصواريخ دولة الاحتلال بضرب الأهداف التي تنتقيها بعناية وتدمرها فلا الممانع السوري، ولا الممانع الأيراني يحركان ساكنا بكسرة أو كسرتين، ويكتفيان بإطلاق شعارهما المتردد كلازمة أغنية رخيصة على قرص مشروخ:" سنقوم بالرد في الزمان والمكان المناسبين". في الضربة الأخيرة الموجعة جدا على مطار دمشق وتعطيله صمت نظام الممانعة، واكتفى الممانع الإيراني بإدانة لفظية من وزير خارجيته عبد اللهيان لوزير خارجية النظام فيصل المقداد صاحب المقولة الشهيرة بأن ديمقراطية سورية أفضل بمليون مرة الديمقراطيات الغربية، وهذه أكبر كذبة يطلقها أحد أركان نظام "الممانعة والمؤانسة" وهو أصدق شعار يمكن أن يقال في نظام لا يتقن سوى الكذب، ولكن كذبه اليوم لا ينطلي على أحد. إذ لم يصدر عن أي دولة عربية إدانة بضربة المطار، ولا حتى الجامعة العربية لأنه ليس من الممكن أن تصدر بيانا كل يوم تقريبا يدين الضربات الاسرائيلية التي باتت كروتين شبه يومي، فقط لبنان أدان بأشد عبارات الإدانة لأن حزب الله صنيع الممانع الإيراني لا يريد أن يفوت على نفسه فرصة إظهار نفسه كمقاوم، وكداعم للنظام. ولكن الضربات لن تتوقف عند هذا الحد فهذه الضربة هي رسالة واضحة للنظام بأن التواجد الإيراني في سوريا يجب أن يدفع ثمنه نظام دمشق، وإذا تجرأ الخروج عن مبدأ المؤانسة فستكون بداية لضربات أوجع وأكبر ضررا من ضربة مطار دمشق الدولي.