في العاشر من حزيران 2000 انتهت حياة الرجل الذي أدخل سوريا وشعبها في نفق مظلم جدا، وبعد نصف قرن ونيف يزداد هذا النفق في توغلا في الظلمة والمجهول بعد أن ورث الحكم لوريثه. فهذا الرجل وريث والده سليمان الوحش الذي كان من الموقعين على رسالة وجهاء النصيريين الذين طلبوا فيها من رئيس فرنسا في ثلاثينيات القرن الماضي يطلبون منه الانفصال عن سوريا وبناء دولة العلويين لأن: " الشعب العلوي ..هو شعب يختلف بمعتقداته الدينية وعاداته وتاريخه عن الشعب المسلم السني.. إن الشعب العلوي يرفض أن يلحق بسوريا المسلمة...لذا نلفت نظركم إلى ما ينتظر العلويين من مصير مخيف وفظيع في حالة إرغامهم على الالتحاق بسوريا عندما تتخلص من مراقبة الانتداب ويصبح في إمكانها أن تطبق القوانين والأنظمة المستمدة من دينها..أن الاستقلال المطلق يعني سيطرة بعض العائلات المسلمة على الشعب العلوي في كيليكيا وجبال النصيرية... إن روح الحقد والتعصب التي غرزت جذورها في صدر المسلمين العرب نحو كل ما هو غير مسلم هي روح يغذيها الدين الإسلامي على الدوام لذلك فإن الأقليات في سوريا تصبح في حالة إلغاء الانتداب معرضة لخطر الموت والفناء. وحالة اليهود في فلسطين هي أقوى الأدلة الواضحة الملموسة على أهمية القضية الدينية التي عند العرب المسلمين لكل من لا ينتمي إلى الإسلام.فإن أولئك اليهود الطيبين (!!) الذين جاؤوا إلى العرب المسلمين بالحضارة والسلام، ونثروا فوق أرض فلسطين الذهب والرفاه ولم يوقعوا الأذى بأحد ولم يأخذوا شيئا بالقوة، ومع ذلك أعلن المسلمون ضدهم الحرب المقدسة، ولم يترددوا في أن يذبحوا أطفالهم ونساءهم. لذلك فإن مصيرا أسود ينتظر اليهود والأقليات الأخرى في حالة إلغاء الانتداب وتوحيد سوريا المسلمة مع فلسطين المسلمة. هذا التوحيد هو الهدف الأعلى للعربي المسلم. فالشعب العلوي، الذي نمثله، نحن المتجمعين والموقعين على هذه المذكرة، يستصرخ الحكومة الفرنسية والحزب الاشتراكي الفرنسي ويسألهما، ضمانا لحريته واستقلاله ضمن نطاق محيطه الصغير..
كان واضحا أن الابن حافظ تشرب الحقد على المسلمين "السنة" تحديدا فقام بمجزرة حماة، وحلب، وسرمدا، وسجن تدمر وملأ سجون سوريا بهم، وريثه بشار لم يكن أفضل منه لأنه تشرب الحقد على المسلمين السنة أكثر منه فلم تسلم مدينة أو قرية مسلمة من مجازره. اليوم يكتشف العالم شيئا فشيئا الحقائق الدامغة المؤلمة للحقد الدفين ضد المسلمين السنة من صور قيصر، إلى شهادات حفار القبور، إلى مجزرة حي التضامن المصورة. مع أن المسلمين الذين حكموا سوريا لم يقترفوا جريمة واحدة بحق شخص واحد من أي طائفة كانت والأمثلة على ذلك كثيرة، وإلا كيف وصل جزارو سوريا والسوريين إلى الحكم..لقد بدأ الجد بالتهجم ظلما على المسلمين السنة فجاء الابن ليبدأ المجازر، ثم الحفيد ليعلن الإبادة والتهجير.