في الوقت الذي يسعى قيصر الكرملين فلاديمير بوتين لشن حرب جوع لا هوادة فيها على المستوى العالمي بمنعه تصدير القمح الأوكراني، لا يهمه في ذلك من يموت ومن يعيش، فهو من هواة الأرض المحروقة، كما فعل في الشيشان وسوريا، أطلعتنا مستشارة قصر المهاجرين الست لونا الشبل بأنها افتتحت مطعما سبع نجوم يتم فيه الحجز قبل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع مع أن "التسعيرة" لا تقل عن مئة دولار للشخص الواحد وهذا ما يعادل راتب خمسة أو ستة موظفين في الشهر، وهذا المطعم الذي اختارت له أفضل مكان في دمشق في فيلات المزة حيث يقطن علي بابا والحرامية، والغريب أن اسم المطعم بالروسي "ناش كراي" ولم يتم اخيار هذا الاسم عبثا فهو يعني بالروسية " هذه أرضنا" ويترأس مطبخه طباخ روسي شهير يقدم أفضل أطباق الروس الشهيرة: الكافيار ومن لا يعرف الكافيار فهو بيض سمك خاص يعيش فقط في بحر قزوين ما بين روسيا وإيران. وثمن كيلو الكافيار يبلغ حوالي 25 ألف دولار أي تقريبا ثمن نصف كيلو ذهب. والمضحك في الأمر أن الحصول على الكافيار يجب أن يستورد من روسيا أو من إيران وهما الدولتان الداعمتان لقوات النظام ولميليشيات "أبو شحاطة" التي تقتل بالسوريين. وفي الوقت الذي يتنعم حرامية النظام بأكل الكافيار في مطعم الست المستشارة، هناك عشرات الآلاف الذين يأكلون العصي من جلاديهم في سجون النظام وأقبية مخابراته، ففي جملكية الأسد هناك من يأكل الكافيار، وهناك من يأكل العصي وهو جائع، وهناك من يعيش على سحابة في "العلالي" يحصد الدولارات، وهناك من يعيش في "المجاري"، والغريب في الأمر من أين تأتي أموال شراء الكافيار في دولة مفلسة تسرق قوت المواطن وتهرب الكبتاغون لتصمد. وأكدت منظمات دولية أن سوريا باتت من أفقر الدول في العالم. والليرة السورية اليوم لا تعادل ثمن فجلة، أي أن من يريد أن يدفع ثمن طبق الكافيار بالليرة السورية يجب أن يجمل معه "جوال" من الليرات السورية لأن أقل وجبة ستكلفه الرقم الفلكي نصف مليون ليرة سورية. لذا فإن الدفع يجب أن يكون حتما بالدولار، وهكذا الست مستشارة القصر التي كانت مذيعة متواضعة براتب متواضع أصبحت تحصد الدولارات حصدا في بلد أكل مئات الألاف منه العصي بلا عد.