حرب المطاعم

محمد علوش مدير مطعم إيوان
محمد علوش مدير مطعم إيوان

المطبخ الروسي دخل في حرب معلنة ضد المطبخ السوري، إذ أعلنت المستشارة ذات الحظوة الكبيرة لدى رئيس النظام السوري بشار الأسد لونا الشبل افتتاح مطعمها الفاخر في حي راق دمشقي، والمطعم "الشبلي" لا يقدم أطباق المنسف الشهيرة لدى إخواننا الموحدين، ولا الأطباق الشامية الشهيرة من الأوزي، والشيخ المحشي، والكبب والكباب، بل سيقدم أطباقا روسية، وهنا تدخل الدبلوماسية في الطناجر، فالمستشارة العتيدة تتعمد تقديم ولاء "مطبخيا" لروسيا بعد تقديم "معلمها" ولاء سياسيا، واقتصاديا، وعسكريا، لسيد الكرملين الذي جاء بقضه وقضيضه وطائراته لينقذه من السقوط فساعده في قتل الشعب السوري الثائر ليستتب له الأمر. وهكذا تتناغم سياسة القتل، بسياسة الأكل. وهذا المطعم الروسي الراقي بالطبع سيكون مخصصا لعلية القوم من جنرالات النظامين السوري والروسي الذين تلطخت أيديهم بدم الشعب السوري، واتجار الحرب الذين جمعوا ثرواتهم من تعب الشعب السوري ومآسيه. أما عامة الشعب فلا تجد ثمن الرغيف وتموت جوعا.

في المقابل أطلعنا الهمام الذي كان كبير المفاوضين في وفد المعارضة في مسرحيات أستانة وسوتشي، والذي ورث زعامة جيش الإسلام من أخيه القتيل زهران علوش الذي باعنا وطنيات ووعدنا بدخول قصر المهاجرين منتصرا على الطاغية، فإذا بنا نفاجأ أن الوريث محمد سلم أسلحته وهرب إلى تركيا، وهناك بدأ باستثمار الأموال التي لا نعرف من أين حصل عليها في افتتاح سلسلة مطاعم سورية باسم "إيوان" في إسطنبول وتقدم الأطباق الشامية والدومانية الشهيرة. وينافس المطبخ التركي، ويستثمر في شركات التعدين التركية كأي رجل أعمال كبير يملك ما يمكنه من استثمارات كبيرة يدعم فيها الاقتصاد التركي، أما الثورة والنضال وإسقاط النظام فلم تعد مطروحة فالنضال اليوم لم يعد بالقتل بل بالأكل. أما اللاجئون السوريون في تركيا الذين يحتاج بعضهم لأبسط مستلزمات الحياة فلا أحد يعيرهم اهتماما. ويحضرني الآن أغنية كنا نغنيها في رحلاتنا المدرسية تقول:

 " جاني الشيخ يبرق جاني، وحوله كبة بصواني،

    حوله كبة كشك بريشك، ومشوي على النيران

   ياربي ترحم عبدك وتجعل قبره سمبوسك

  وإن كفر رز بحليب."

لعل السيد المغوار محمد علوش يلحنها ويغنيها للترفيه عن زبائنه الكرام من علية القوم.. أما المستشارة العتيدة فأحيلها إلى أغنية روسية شهيرة لفلاح روسي فقير تقول:" آه لو كنت سلطانا"