كي لا ننسى دماء أطفالنا في مجزرة الحولة

لم يعد هناك يوم من أيام السنة إلا ويذكرنا بجراحنا الثخينة، وآلامنا، ومرارة فقدان ذوينا بجرائم وحشية أرتكبها نظام الإجرام الأسدي بحقنا نحن السوريين. المجازر شملت كل مناطق سورية، على مدى سنوات من الثورة السورية ضد نظام الاستبداد الأسدي. في هذا اليوم، في 25 مايو/أيار وقبل الغروب اقتحم شبيحة نظام بشار الأسد بلدة الحولة واقتادوا عائلات بأكملها على داخل بيوت وقاموا بتصفيتهم بإطلاق الرصاص عليهم أو ذبحهم بالسكاكين، وتم توثيق 108 ضحايا نصفهم تقريبا من الأطفال.

لقطات الفيديو وروايات الناشطين والناجين ومنظمات حقوق الإنسان ومراقبي الأمم المتحدة في سوريا قدمت كلها سردا مخيفا حول هذه المجزرة المروعة في الحولة التي تبعد نحو عشرين كيلومترا إلى الشمال الغربي من مدينة حمص.

المتحدث باسم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، روبرت كولفيل أكد في تقرير له إن 49 طفلا و34 امرأة كانوا بين القتلى في حين قتل أقل من عشرين شخصا في القصف. وقال كولفيل "من الواضح بشدة أن هذا كان حدثا بغيضا تماما وقع في الحولة وأن جزءا كبيرا منه كان إعدام مدنيين نساء وأطفال ".

وذكر شاهد عيان أن 63 شخصا من عائلة سنية كبيرة واحدة اسمها عائلة عبد الرزاق قتلوا في منازلهم. وأظهرت مقاطع مصورة عديدة لما بعد المذبحة جثثا غارقة في دمائها لرجال ونساء وأطفال. وروى طفل ما شاهده ويقول إن الجنود وصلوا وبدأت أمه في الصراخ بعدما أخذوا شقيقه وأعمامه فصوبوا البنادق نحو رأسها وأطلقوا عليها الرصاص خمس مرات.

وقال الصبي إن جنديا عثر عليه مختبئا فأطلق عليه النار لكن الرصاصة لم تصبه. كما ذكر أنهم كانوا 11 بعضهم بملابس عسكرية وبعضهم مدنيون حليقو اللحى والرؤوس في إشارة إلى الشبيحة وقال إنه ترك المنزل مرتعدا وإنه شاهد جثث أخته وأمه وإخوته في أسرتهم جميعا.

لم تختلف هذه المجزرة علن المجازر الأخرى كمجزرة حي التضامن التي كشف عنها مؤخرا حيث تم قتل 41 شخصا لا ذنب لهم بدم بارد ثم أحرقت جثثهم في حفرة مجهزة مسبقا، إلا بالإخراج والتحضير. وتشابهت فيها الضحايا الذين كانوا كلهم من المدنيين ومن المسلمين السنة مما يشير إلى عمليات انتقام طائفي فقط لأن الثورة انطلقت من حناجر الأكثرية السنية التي كانت تنادي:"واحد، واحد، واحد الشعب السوري واحد".