سوريا الحضارة، دمشق التي كانت يوما عاصمة العالم، الشام التي كانت سلة غذاء الهلال الخصيب بأكمله وقمحها وشعيرها كان يطعم روما، بات شعبها اليوم جائعا، وتحذر المنظمات الدولية من ارتفاع حدة الفقر، وليس نسبته، فالشعب السوري بأكمله جائع. خيرات سوريا ومنتجاتها من حبوب وخضار وفواكه وأقطان التي كانت تصدر عربية وأجنبية، منتجات للحياة، حل محلها منتجات الموت التي يصدرها نظام "الوحدة والحرية والاشتراكية"، و"نظام الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة"، ونظام "الممانعة والصمود والتصدي" إلى الدول العربية لقتل أبنائها بمخدرات الحشيش والكبتاغون. فبالأمس قامت القوات الأردنية بإحباط تهريب كمية كبيرة من الكبتاغون وقتلت أربعة من مهربيها، مع أن الملك الأردني عبد الله الثاني كان يحاول التطبيع مع النظام وفتح صفحة جديدة معه. لكن النظام لا يرى في المحاولة الأردنية مردودا ماليا كبيرا في تمرير خط الغاز المصري إلى لبنان لأن تجارة الموت تدر عليه أرباحا بالمليارات (قدردخل النظام من تجارة الكبتاغون للعام الماضي بحدود 5 مليارات دولار). بعد الحرب الأوكرانية فتحت للنظام تجارة جديدة هي تصدير البراميل المتفجرة لحليفه الروسي المتوحل في الحرب الأوكرانية، ويريد الاستفادة من خبرة النظام في حربه ضد شعبه باستخدام البراميل المتفجرة فهي رخيصة الثمن، بمفعول تدميري كبير، وتقتل أعدادا كبيرة من الناس ( ألقى النظام 82 ألف برميل متفجر على الشعب السوري) وتشير مصادر إعلامية ومخابراتية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد طلب من حليفه السوري بأن يزوده بالخبراء المتمرسين في صناعة ألة الموت "البرميلية" لتجريبها في رؤوس الأوكرانيين. وربما تصنيع آلاف منها في المصانع السورية وتحميلها بطائرات روسية من قاعدة حميميم وإرسالها إلى دونباس حيث المعركة تشتد في هذه المنطقة والجيش الروسي وأسلحته المتطورة لم تظهر كفاءة قتالية عالية في السيطرة على بلد صغير مثل أوكرانيا. وقد أشار تحليلات صحفية بأن حرب بوتين القذرة في شهرها الثالث في أوكرانيا فضحته وفضحت قوته العسكرية التي وصفت بأنها قوة من دول العالم الثالث. فانسحاب بعض قواته من سوريا لمساندة قواته في أوكرانيا، وطلبه المعونة من نظام سوري مهلهل لنجدته بمرتزقة، وبراميل الموت المتفجرة لخير دليل على ذلك.