تجتاح موجة جوع في الشرق الأوسط وتحديدا في "منتدى" بلاد الجوع أيران وسوريا ولبنان فبعد أن كانت سوريا سلة غذائية متكاملة تكفي السوريين وتفيض انتاجا يصدر لدول الجوار، أصبحت تحت حكم العائلة الأسدية من أفقر دول العالم ودولة مستوردة للمواد الغذائية وخاصة القمح، فلم يعد زاد السوري كفاف يومه في ظل ارتفاع الأسعار بسبب ندرة المواد، وانخفاض الدخل. ولا أحد يجرؤ على التكلم أو الاحتجاج فمن تجرأ فمصيره السقوط في حفرة كحفرة حي التضامن. وبالطبع فإن النظام يعزو هذا الجوع لمؤامرة دولية، لأن هناك دولا اجتمعت في الخفاء وقررت تجويع الشعب السوري ولم يفصح النظام عن هوية هذه الدول أو الجهات التي تتآمر على دولة الممانعة العنيدة التي تقف في وجه إسرائيل رغم تلقيها الضربات شبه اليومية منها دون رد، لأن الرد يجب أن يكون في الزمان والمكان المناسبين يختارهما نظام الصمود والتصدي.
في لبنان لم يعد بمقدور اللبناني الذي كان ينعم بعيش رغيد، وكان الأعلى دخلا بين المواطنين العرب جميعا أن يأكل هو وأولاده حتى الشبع، حتى أن البعض اضطر للتهديد بالسلاح للحصول على علبة حليب لأطفاله. في حين أن محافظ البنك المركزي يتهم باختلاسات تصل إلى مئات ملايين الدولارات، وأباطرة الحرب والطائفية يعومون بأموال مفاتيحها تنوء بالعصبة، وحجة النظام اللبناني في الوضع المزري الذي وصل إليه ليس انفجار بيروت، ولا تسلط حزب الله على الدولة، ولا الفساد المستشري كسرطان في دم لبنان، بل في وجود النازحين السوريين كما ادعى الرئيس اللبناني ميشيل عون بأن السوري خطف اللقمة من فم اللبناني، مع أن السوريين في لبنان كما في كل مكان تواجدوا فيه يكدحون ليلا نهارا فقط لكسب لقمة العيش، وأحد أسباب نزوحهم إلى لبنان هو وجود قوات جزب الله في سورية التي ساهمت مع النظام السوري بقتل السوريين وتهجيرهم من مساكنهم. ويمنع على اللبناني الذي لا يقتنع بنظرية رئيسه في سبب جوعه بالتظاهر وإلا فأن قوات حزب الله ستكون له بالمرصاد.
في إيران هذا البلد الذي يعتبر أكبر بلد في الشرق الأوسط وكانت خيراته لا تعد ولا تحصى، أصبح اليوم عضوا في منتدى بلاد الجوع فبالأمس اندلعت المظاهرات في المدن الإيرانية بعد أن رفعت السلطات أسعار بعض المواد الغذائية بنسبة 300 بالمئة وخاصة الخبر والطحين ومشتقاته، وسقط أول شهيد خبز في بلاد آيات الله بعد أن قامت قوات الشرطة بالهجوم على المحتجين، ويعزو نظام الملالي هذه الأزمة ليس لسوء إدارته وصرف أمواله على ميليشياته الطائفية التي ارسلها إلى سوريا لقتل السوريين وإنقاذ حليفه نظام الإجرام الأسدي من السقوط، بل هي بسبب تهريب المواد الغذائية المدعومة إلى العراق وأفغانستان,. ومن المضحك حتى القهقهة أن العضوين في منتدى دول الجوع (سوريا ولبنان) يستنجدون ببلاد أيات الله لتزويدهم بالمال والطاقة والسلاح ليس لتزويد شعوبهم بها بل للاستمرار في قمعهم حتى لا تعود الثورات تهز عروشهم