الصحافية العريقة، والمجرم العريق

شيرن أبو عاقلة
شيرن أبو عاقلة

دفعت شيرين، وكل من شابه شيرين، حياتها ثمنا غاليا للحقيقة. الحقيقة التي نظام الاحتلال والفصل العنصري والإجرام الإسرائيلي يخفيها. فهو يريد أن يرتكب جرائمه، كمجرم محترف عريق، دون شهود، وشيرين كانت هنا، في جنين لتنقل الحقيقة كما هي على الأرض، جيش مدجج، متغطرس، حاقد، يواجه أصحاب أرض فلسطين، شعب الجبارين. اغتيال شيرين أبو عاقلة برصاص قناص صهيوني متمترس خلف ستر يعني أنه مجرم جبان. واغتيال شيرين رمز الصحافة الحرة في فلسطين هو الرغبة في اغتيال الشعب الفلسطيني، والكلمة الحرة الذي لم تستطع دولة الاغتصاب، والاحتلال، والفصل العنصري، والإجرام أن تغتاله، وتغتال الكلمة الحرة، مذ فكر صهاينة القرن التاسع عشر بحياكة الجريمة الكبرى تحت سواد ليل. جيش الاحتلال الذي قتل محمد الدرة أراد أن يقتل معه الطفولة الفلسطينية، وقتل شيرين أبو عاقلة لأنه يريد أن يقتل من يحمل مشعل الحقيقة. حقيقة إجرام هذا الجيش وعملياته في أرض فلسطين. شعب الجبارين يقف كسنديانة تتلقى الفؤوس التي تريد أن تقتلعها من جذورها من أرضها التي عاشت وترعرعت فيها منذ آلاف السنين. المجرم الصهيوني العريق يريد أن يسترد الرصاصة التي قتلك بها لأنها البرهان على جريمته، هذه الجريمة وسواها التي لم يكن ليتمادى في ارتكابها لولا أن الإخوة اليعاربة لم يباركوا له "بيوم الاستقلال" ويضخون في شرايينه مصلا يشتري به رصاصا كالرصاصة التي أطلقت على رأس شيرين. والمباركة "بالاستقلال" هي مباركة لكل الجرائم التي ارتكبت بكل فلسطيني، وبجريمة قتل شيرين ليتم اغتصاب فلسطين، وهؤلاء صمتوا صمت القبور على الجريمة البشعة، لقد رحلت شيرين ومهما يكن من إجرام بني صهيون، وخساسة اليعاربة فإن دمها لن يذهب هدرا لأن هناك من سيحمل مشعلها ويمشي في طريق الحقيقة حتى النهاية، إن تفاعل الشعب السوري في المناطق المحررة ضد هذه الجريمة النكراء يؤكذ على تلاحم الشعبين وأن قضيتهما واحدة في مواجهة المجرمين الصهيانة ومجرمي النظام الأسدي. وطالما أن الأمهات الفلسطينيات يلدن، فسيلدن شيرين وألف شيرين، وسيبقى شعب الجبارين رمزا للنضال ضد الظلم والإجرام والخساسة. وداعا يا شيرين، كما لم تنسها، فلسطين لن تنساك.