جينينغراد

قتال في مدينة جينين
قتال في مدينة جينين


قبل عشرين عاماً، وصف الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مدينة جينين الفلسطينية "بجينينغرباد" أسوة بمدينة لينينغراد التي أصابها الدمار من الجيش الألماني النازي خلال الحرب العالمية الثانية. بعد أن شن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوماً كبيراً على جنين وقام بتدمير كبير للمدينة، وقتل خلال العملية 53 فلسطينيا، أكثر من نصفهم من المدنيين، و23 جندياً إسرائيلياً، في قتال عنيف استمر عشرة أيام. اليوم تعود جينين هذه المدينة الثائرة أبدا ضد الاحتلال الإسرائيلي لواجهة الأحداث إذ يقوم جيش الاحتلال بعمليات تفتيش واعتقال وقتل للشباب الفلسطينيين حيث تم خلال اليومين الأخيرين قتل أربعة شبان فلسطينيين ومنذ بدء الأحداث قتل 21 فلسطينيا برصاص الاحتلال. وإن دلت هذه المواجهة للشباب الفلسطيني مع جيش الاحتلال أن المقاومة مستمرة وأن الشعب الفلسطيني لن يرضخ للاحتلال ويدافع عن أرضه المحتلة وحقوقه بكل الوسائل،

شوكت كمال عابد 17 سنة، مصطفى أبو الرب، عمر عليان، شأس الكممجي، (وهو شقيق الأسير الفلسطيني أيهم الكممجي الذي كان من بين الأسرى الستة الذين قاموا بعملية أذهلت العالم بهروبهم من سجن جلبوع أخطر سجن إسرائيلي) قتلوا جميعا خلال اشتباكات في محيط جينين معقل الحركات المسلحة الفلسطينية في شمال الضفة الغربية. هؤلاء الشباب جميعهم من أعمار لا تتجاوز العشرين سنة أو أقل فليلا، وولدوا قبل أو بعد عملية جينينغراد، وهذا يعني أن سياسة الاحتلال في قمع الفلسطينيين لن تجدي نفعا فبعد عشرين عاما من جريمة الاحتلال في جينين عاد الشباب الفلسطيني ليتحدى الاحتلال رغم تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت بأن" لا حدود للحرب" وهذه وصفه للأحداث الدامية في جينين، أي أنه استخدم كلمة "الحرب" لأنها فعليا الحرب ضد الفلسطينيين. ولم تنفع اتفاقات إبراهيم، الذي حاول الرئيس السابق للولايات المتحدة دونالد ترامب وصهره "زوج الست" جاريد كوشنر تمريرها لوأد الثورة الفلسطينية، ولم تزد عمليات التطبيع لدول عربية مهرولة إلى تل أبيب سوى صب الزيت على النار في الهشيم. ففلسطين هي كريات وطنية في دم كل فلسطيني ويضحون بهذا الدم لتحرير أراضيهم، فشعب الجبارين لن يلين، ولن يستكين، وعلى الولايات المتحدة راعية الاحتلال، وهاضمة حقوق الفلسطينيين عليها اليوم أن تثبت للعالم بأنها لا تكيل بمكيالين، في أوكرانيا إزاء الاحتلال الروسي تقيم الدنيا ولا تقعدها، وفي فلسطين المحتلة تقف موقف صم بكم عمي، وكأن الشعب الفلسطيني حلال قتل شبابه واحتلال اراضية، وعلى الجامعة العربية أن تفتح عينيها أمام ما يجري في أرض إخواننا في فلسطين، وكأن مرض الصم والبكم والعمى انقتل عليها بالعدوى من الأمريكان، والدول العربية المطبعة والمهرولة إلى تل أبيب، بدل أن تهرول لنجدة القدس والأقصى.