موجز العياذ من التلميذ إلى الأستاذ

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس النظام السوري بشار الأسد
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس النظام السوري بشار الأسد

تتزامن الذكرى الخامسة لمجزرة خان شيخون الكيمائية التي ارتكبها نظام الأسد المجرم بغاز السارين، في 4 نيسان/أبريل 2017 والذي استخدمت فيها قوات النظام السوري غاز السارين وأسفرت عن مقتل أكثر من مئة شخص، بينهم 32 طفلاً و23 امرأة”.

وفي الأسبوع الأول من نيسان/أبريل تصادف كذلك الذكرى الرابعة للهجوم الكيماوي الوحشي على دوما التي استخدم فيها الأسلحة الكيماوية والذي أودى بحياة العشرات” وسبق أن استخدمتها في الغوطة في آب/أغسطس 2013، ما أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص وفي خان العسل وأماكن عديدة أخرى استخدم فيها غاز الكلور والتي أدت إلى مقتل الآلاف والمصابين. هذه الذكريات الأليمة التي أدمت قلوب ذوي الضحايا، وأثارت موجة سخط سورية ودولية تتزامن مع مجزرة أخرى ولكن هذه المرة في بوتشا في ضواحي العاصمة الأوكرانية كييف ارتكبها نظام فلاديمير بوتين أستاذ التلميذ بشار الأسد راح ضحيتها حوالي 400 شخص وجدت جثثهم في مقبرة جماعية معصوبي الأيدي، ومشوهة بسبب تعرضهم للقتل بقصف مدفعي وصاروخي مباشر على منازل يقطنوننها باستخدام قنابل محظورة دوليا، ولطمس الحقيقة كما كان يفعل ولا يزال نظام التلميذ النجيب في سوريا، قام جنرالات بوتين بأمر دفن الجثث في مقبرة جماعية أكتشفت بعد جلاء القوات الروسية عن المنطقة، وكما يقال بأن رب تلميذ فاق أستاذه فإن نظام الأسد الذي ارتكب مئات المجازر في مختلف مناطق سوريا، سيشارك في مجازر استاذه بوتين (الذي ارتكب مجازر في الشيشان وجيورجيا وموسكو) وأعطى تلميذه دروسا في مادة الإجرام في مجازره في أوكرانيا بإرسال آلاف المقاتلين المرتزقة الذين تم اختيارهم من الميليشيات المختلفة التابعة للنظام وقام بتدريبهم تحت إشراف ضباط روس في معسكرات سورية على القتل والتدمير التي باتت "مهنة الموت المدفوع سلفا" مقابل دولارات معدودات.

في الفصل الثاني من موجز العياذ من التلميذ إلى الأستاذ هو تبرير الجرم، أو تكذيبه بعد ارتكاب المجزرة، فبعد أن زكمت فضيحة مجزرة بوتشا أنوف العالم من الصور المفجعة التي تم بثها في وسائل الإعلام العالمية كدليل قاطع على اقترافها من قبل أيادي جيش بوتين الغازي، قام الأستاذ بإطلاق ورقة " المؤامرة الدولية" التي تحيكها الدول الغربية ضد روسيا " البريئة" من كل ذنب عظيم، كما فعل التلميذ النجيب في سوريا عندما أطلق تبريره لكل المجازر التي ارتكبها بأنها " مؤامرة "دولية تريد النيل من "قلعة الصمود والتصدي والممانعة سوريا الأسد" رغم كل الصور التي نشرها "قيصر" لاحد عشر الفا من القتلى تحت التعذيب، وتقارير المنظمات الدولية حول مسؤولية النظام باستخدام الأسلحة الكيميائة، والشهادات والاعترافات من منشقين عن جيشه، والفيديوهات المسربة والتي تؤكد هذه الأعمال الوحشية ضد الشعب السوري الذي فقد حوالي المليون مواطنا من أفراده لا مجال للشك في مصداقيتها. اليوم يهب الغرب بقضه وقضيضه ضد الأستاذ وهذا واجب كل أمة تدافع عن سيادة الدول الأخرى حسب شريعة الأمم المتحدة، ومباديء حقوق الانسان، لكن نسيت بالأمس أن تقف نفس الموقف من التلميذ الذي فاق أستاذه في الإجرام، وعليها أن تتخلى عن سياسة الوزن بوزنين والكيل بمكيالين، فالجريمة هي ذاتها في خان شيخون، الغوطة، وخان العسل، ودوما، والحولة في سوريا، وبوتشا، وميروبول، في أوكرانيا.