هل علينا شهر نيسان بالشهر الكريم أعاده الله على سوريا والسوريين بالتخلص من المتسلطين، والمجرمين، والفاسدين، والكاذبين آمين يا رب العالمين. واليوم الأول من هذا الشهر هو يوم الكذب العالمي ففي فرنسا يطلقون على هذا الشهر " سمكة أبريل" وهو يوم يقوم الفرنسيون بتعليق رسم سمكة حمراء في ذيل من تنطلي عليه كذبة بيضاء ويعود تاريخها للقرن السادس عشر ويعتقد أن السمكة (الحوت) وهي آخر برج شتوي في شهر نيسان تمثل السعادة والضحك باختراع الكذب.
وفي بريطانيا يطلقون على هذا اليوم" يوم المجانين" حيث يعود تاريخه للعصور الوسطى حيث كان الإنكليز يتنكرون لإخفاء حقيقة هويتهم لتنطلي الكذبة على شخص ما ويضكون عليه.
في سورية هذا العام فوجيء الشعب السوري بكذبة من العيار الثقيل أطلقها المتنكر بلباس الحمل الوديع وريث السلطة بشار الوحش البهرزي المتنكر "بالأسد" بإصدار قانون" تجريم التعذيب" وعرّف القانون الذي يحمل رقم “16” للعام 2022، التعذيب بأنه “كل عمل أو امتناع عن عمل ينتج عنه ألم أو عذاب شديد، جسدياً كان أم عقلياً، يلحق بشخص ما قصداً، للحصول منه أو من شخص آخر على معلومات أو اعتراف أو معاقبته على عمل ارتكبه أو تخويفه، أو إكراهه على القيام بعمل ما". واعتبره السوريون نكتة سخيفة ووقحة في يوم الكذب العالمي. والدليل على أن هذه النكتة السمجة من مجرم حرب، تؤكد شبكة حقوق الإنسان في سورية أن معتقلات النظام تضم إلى الآن أكثر من 130000 ألف معتقل يعذبون يوميا ويموت منهم العشرات ويختفون بعد إحراق جثثهم. والدليل القاطع على الكذب هو المهندس المدني "محمد محمود الزيتون الثريا"، بوفاته داخل أحد مراكز الاحتجاز التابعة له، بعد اعتقال استمر نحو شهر، وقالت إن "محمد محمود الزيتون الثريا، مهندس مدني، وموظف حكومي متقاعد في مديرية مياه مدينة تدمر بريف محافظة حمص الشرقي، من أبناء مدينة تدمر، ويقيم في مدينة حمص، يبلغ من العمر 60 عاماً، اعتقلته قوات النظام السوري في بداية شهر آذار 2022، إثر مداهمة مكان إقامته في مدينة حمص، واقتادته إلى أحد مراكز الاحتجاز التابعة لها في مدينة حمص. وقد أبلغت السلطة الأسدية ذويه بوفاته دون تسليم جثته بعد يوم واحد من الإعلان عن القانون " الخنفشاري" الأسدي، كما أفرجت سلطات النظام عن شاب من أبناء السويداء بعد أشهر من اعتقاله في سجن "صيدنايا" لتتركه فاقداً للذاكرة، وتائهاً في شوارع دمشق، وأفاد موقع "السويداء 24" بأن الشاب "م. الزعرت" خرج من سجن "صيدنايا" سيئ الصيت، بعد أشهر قليلة من الاعتقال، دون تهمة محددة، وتم تسليم "الزعرت" لعائلته، التي تقول إن جهة أمنية اعتقلته، قرب اوتستراد درعا، قبل بضعة أشهر، واختفى منذ ذلك الحين، وكان موقع "السويداء 24"، قد وثق في أواخر العام الماضي، وفاة سجين من أبناء مدينة "صلخد" جنوب السويداء، في سجن "صيدنايا ولم تسلم السلطات الأمنية جثمانه لعائلته، ما يشير إلى أن وفاته كانت تحت التعذيب.
وكشفت منظمة العفو الدولية أنه في كل أسبوع يتم اقتياد من 20 إلى 50 شخصاً من زنزاناتهم من أجل شنقهم في منتصف الليل، وأن نحو 13 ألف شخص قتلوا في سجن "صيدنايا" منذ عام 2011، بسرية تامة. لقد مر خمسون نيسان على الشعب السوري وهو لا يسمع من إعلام النظام وقوانينه سوى الكذب، ولم تعد تنطلي عليه أي كذبة يطلقها، كذاك الراعي الذي كان يكذب على أهل قريته بأن ذئبا يداهمه لافتراس الغنم وفي كل مرة تنطلي عليهم الكذبة إلى أن جاء الذئب يوما وافترس الراعي الكذاب، ولابد يوما أن يأتي الذئب ليفترس "الأسد" الكذاب.