يصادف يوم 8 آذار الذي قام فيه حزب البعث بانقلاب عسكري على النظام الديمقراطي في سورية والذي يعتبره السوريون يوم شؤم كونه أدخل سورية في نفق طويل مظلم أدى إلى تدميرها كدولة مستقلة ذات سيادة وأسس دولة الطائفية والاستبداد، يوم المرأة العالمي، وفي هذا اليوم يتطلع العالم إلى الإنجازات التي حققتها كل دولة في مجال حقوق المرأة ومساواتها مع الرجل في كل مجالات الحياة، ففي الوقت الذي تشهد دول عديدة تقدم المرأة في مجالات مختلفة وتنال حقوقها، تتخلف فيه المرأة السورية في نيل حقوقها تحت نظام القمع والتمييز والطائفية والتجويع. فسياسة النظام الطائفية التي تفضل مكون اجتماعي على آخر يحرم معظم النساء السوريات من حقوقهن الأساسية، وخاصة بعد قيام الثورة السورية حيث تتواجد أعداد كبيرة من النساء اللاتي فقدن أزواجهن في معتقلات النظام، أو قتلوا تحت القصف الغادر للقوات الروسية وقوات النظام وميليشياته الطائفية، يتواجدن اليوم تحت الخيام في حالة مزرية مع اطفالهن الذين حرم نسبة كبيرة منهم من التعليم، والعناية الصحية، والفتيات اللاتي ولدن بعد الثورة تحت الخيام يعانين من الجوع والمرض والأمية. وقد صرحت أودري أزولاي، المديرة العامة لمنظمة التربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو» بأنه «رغم التقدم الذي أنجز، فإن 127 مليون فتاة عبر العالم ما زلن بعيدات عن التعليم، وثلثي البالغين في العالم الذين يقدر عددهم بـ750 مليون نسمة هن من النساء اللواتي يعانين من الأمية"، ومنهن النساء السوريات. فبحسب إحصائيات الأمم المتحدة الأخيرة فإن عدد اللاجئين السوريين خارج سوريا قد لامس السبعة ملايين لاجيء معظمهم من النساء والأطفال، أما النازحون في داخل سوريا فقد تجاوزت أعدادهم الستة ملايين نسمة يعيش معظمهم في مخيمات تفتقر لأدنى مستلزمات الحياة. وهذا الوضع لا يختلف كثيرا عن السوريين المتواجدين تحت سيطرة النظام الذين انخفض مستوى معيشتهم إلى الحضيض بعد ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم. هذا الوضع الذي أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة وانخفاض الرواتب حيث لا يتجاوز متوسط الرواتب 25 دولارا. هذا الوضع ينعكس سلبا على وضع المرأة السورية ويجعلها تتخلف عن كل نساء العالم.