حسب آخر الدراسات السياسية فإن الأنظمة الديكتاتورية ازدادت عددا في العالم، ومعظم الدول التي انتقلت إلى صف الديكتاتورية جاءت بسبب انقلابات عسكرية، بمعنى آخر أن الجيوش في الدول الهشة والفقيرة في مؤسساتها تشكل مدرسة تخرج الديكتاتوريين. فتاريخ معظم الديكتاتوريات يشهد على ذلك. ومن الصفات التي تميز الأنظمة الديكتاتورية هي إلغاء دور المؤسسات في الدولة كالأحزاب السياسية، والنقابات، والاتحادات، والجمعيات المدنية، والسيطرة على الإعلام ومنع الصحافة الحرة، إضفاء صفة الشرعية على الحكم بتنظيم انتخابات ملفقة، أو استفتاءات مزورة، ممارسة الاعتقالات التعسفية وتعطيل القضاء المستقل، القمع والعنف ضد كل من يواجه السلطة، الاعتداء على الدول المجاورة. ويعتبر الديكتاتور نفسه كأنه المنقذ للدولة ويتصرف بالبلاد والعباد دون حسيب أو رقيب، وغالبا ما تتدهور أوضاع هذه الدول بسبب انتشار الفساد، والمحسوبيات، واتخاذ القرارات السياسية والاقتصادية الخاطئة، كما حصل في سورية بعد كل انقلاب عسكري، وخاصة بعد انقلاب الأسد الأب والسيطرة على السلطة وتحويل سورية إلى مزرعة تمتلكها عائلة الأسد منذ 52 سنة، وتدميرها من قبل الوريث الابن. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ضابط المخابرات السابق، الذي يحكم روسيا بألاعيب سياسية تلامس مدرسة الديكتاتورية من عقدين ونيف، لا يختلف كثيرا عن الأسد في عقلية التسلط على السلطة، والإجرام بحق شعبه، والشعوب التي تقع تحت سيطرته، فقد أجرم في الشيشان، وجيورجيا، والقرم، وسورية، والآن في أوكرانيا التي يسعى لشطبها من الخارطة العالمية كدولة مستقلة وذات سيادة، أو جعلها تابعة لموسكو كبيلاروسيا بتنصيب ديكتاتور على نسق لوكاشينكو. غير آبه بما يكلف شعبه من قتل والوقوع تحت سطوة العقوبات التي تضرب اقتصاد روسيا وعملتها وتخسر جراءها مكانتها الاقتصادية والسياسية في العالم، وتعريض البشرية لحرب عالمية لا تبقي ولا تذر بتهديده العالم بأسلحته النووية. اليوم صوتت الجمعية العامة في الأمم المتحدة، وتبنت قرارا وذلك بأغلبية أصوات 141 دولة فيما عارضته 5 دول، وامتنعت 35 عن التصويت من بينها الصين، من إجمالي 193 دولة عضوا بالأمم المتحدة. والدول الخمس التي صوتت ضد القرار إلى جانب روسيا هي: بيلاروسيا وكوريا الشمالية وإريتريا وسوريا، وجميعها أنظمة عسكرية تخرجت من مدرسة الديكتاتوريات..