خرج أهالينا في السويداء بمظاهرات متواصلة خلال أيام يرفعون شعار:" بدنا نعيش بكرامة". ومجرد رفع هذا الشعار فهذا يعني أن النظام الجائر قد سلب منهم ومن الشعب السوري ككل كرامته. ما نراه في السويداء اليوم، إذا استمر الوضع على ما هو عليه سنشهده في كل المدن السورية حتى التي تقع تحت سيطرته. وإذا كان السوريون بالأمس قد انتفضوا ضد هذا النظام الفاسد مطالبين بالحرية، فإنهم اليوم سيطالبون بالحرية والكرامة، وسنعود إلى المربع الأول بعد احد عشر عاما من الثورة، وهذا يعني أن النظام الذي أعلن انتصاره على " الإرهابيين" حسب مقولته فإن هذه المظاهرات المناهضة لسياسة التجويع وسلب الكرامة تدحض ادعاءاته بأن الثورة السورية كانت " ثورة إرهابيين خرجت من المساجد". وإذا كانت كذلك لماذا يخرج السوريون في درعا والسويداء في مظاهرات تجاهر عاليا:" سوريا لينا وماهي لبيت الأسد". وهذا يدحض مقولته بأن سورية تعرضت " لمؤامرة دولية " فأي دولة اليوم تحرك أهالينا في درعا أو في السويداء؟ وأي دولة تحرك الفنانين الموالين للنظام بالأمس ليفصحون عن آرائهم اليوم بإدانة سياسة التجويع كما فعل عباس النوري الذي جاءته تهديدات مخابرات النظام وأجبرته على الاعتذار. إن عائلة الأسد التي نهبت ثروات سورية مع بعض الأذناب المنتفعين هي التي أوصلت سورية إلى هذا الدرك الأسفل من الأزمات المتراكمة، وهي التي تأمرت على الشعب، وعلى سوريا باستدعائها زناة الليل من روس وفرس وميليشيات " أبو شحاطة" الطائفية ليحتلوها ويعيثوا فيها فسقا وفسادا. هذه هي المؤامرة الدولية الحقيقية التي حاكتها هذه العائلة الخائنة للشعب وللوطن كي تبقى متمسكة بالحكم على حساب ملايين المهجرين، ومئات آلاف المعتقلين، ومليون قتيل وجريح، واليوم تدفع ما تبقى من الشعب السوري للهجرة بشتى الطرق بعد أن أوصلت الفئة الكبرى منه إلى حافة الفاقة والجوع بعد رفع الدعم عن شرائح عريضة من الشعب الذي لم يعد بمقدوره شراء حتى الخبز براتب لا يتعدى 15 دولارا شهريا. إن عائلة البهرزي عائلة غير نجيبة للتاريخ، فدروس التاريخ تؤكد أن ما من متسلط، وفاسد، وديكتاتور إلا وكانت نهايته أكيدة تحت ضربات أحذية الجائعين الذين يبحثون عن العيش بكرامة