انتشر مؤخرا فيديو قام بتصويره أحد مراسلي قناة تلفزيونية في أحد مخيمات اللاجئين السوريين التي تعرضت ولا تزال لعاصفة ثلجية عاتية تجعل حتى الذئاب والدببة القطبية تقضقض بردا، لرجل سوري مسن يقطن خيمة في أحد المخيمات التي حاصرها الثلج، وتهددها العواصف، هذا اللاجيء الذي هجرته قوات النظام من منزله وآلافا آخرين بعد أن اجتاحت قريتهم بهمجية ودموية وسادية وحقد لا نظير لها وكأنهم حيوانات لحمها حلال للذبح والسلخ. هذا اللاجيء الذي جار عليه ظلم النظام وعنفه كما جار على ملايين السوريين، لم يطاوعه الضمير الإنساني بأن يترك كلبة على وشك الولادة تحت عصف وعسف العاصفة فأدخلها خيمته كي تلد جراءها تحت سقفها حماية لها ولجرائها. يقول هذا اللاجيء للمراسل:" شوف هذه البهيمة، هي تفهم، جاءتني وقت العاصفة وهي بضيق، تحوص وتلوص، أخليت لها محلا في خيمتي حتى تلد في داخلها، ووضعتها على سجادتنا، ولحافنا، وأعطيناها الطعام رفقة بالحيوان، ويلزم أن يحن الانسان على الانسان، ولكن للأسف ليس للإنسان قيمة عندنا، ولكن هناك عالم يعطون قيمة للحيوان". هذا اللاجيء في هذا المخيم الذي يفتقر لأبسط وسائل الحياة من طعام ولباس وكهرباء وتدفئة كان في قلبه رحمة على كلبة شاردة تتقي شر عاصفة وتخشى الموت لجرائها بعد ولادتها، اقتلعه النظام الجائر بالأمس من بيته وحقله الذي ولد وعاش فيه عمرا دون ذنب، فقط رغبة في تهجيره وتهجير الملايين لتحقيق "توازن ديمغرافي ومجتمع متجانس" كما صرح رئيس النظام الدموي بشار الأسد أمام مجلس المصفقين وهزازي الرؤوس في "مجلس الشعب". وكشفت محاكمات محكمة كوبلنز الألمانية وباعتراف جلادي وقتلة النظام أن الاعتقال والقتل والتعذيب الممنهج يقوم به النظام ضد الشعب السوري، وأوضحت عشرات آلأف صور قيصر التي وثقت مقتل احد عشر ألفا من المعتقلين من الجوع والتعذيب وحشية النظام التي لا توازيها وحشية في تاريخ شعوب أخرى. فمن يقتل امرأة حاملا، ويغتصب آخرى أمام والديها تحت تهديد السلاح، ويقتل الأب والمغتصبة بعد اغتصابها واخواتها كما حصل في مجزرة الحولة، وهي حالة مشابهة لمئات المجازر التي وقعت في المدن والبلدات السورية بعد انتفاضة الشعب السوري، وقبلها في حماة وسواها، لا يمكن اعتباره من الجنس البشري، بل هو مخلوق انعدمت فيه كل القيم الإنسانية فبات بهيما لا يفهم سوى لغة الوحوش المفترسة. وهذا ما عبر عنه سوري تعرض للتعذيب والإهانة باكيا في بداية الثورة:" أنا إنسان ماني حيوان". وكما قال اللاجيء السوري الذي راف بكلبة تحت العاصفة:" الحيون يفهم"، ولكن هناك من لا يفهم من جنس البشر.
ا