أولا وقبل كل شيء الشكر كل الشكر للقضاء الألماني الذي حقق العدالة لكل هؤلاء الذي وقعوا فريسة للعميد أنور رسلان ضابط المخابرات السوري السابق، والذي عذب آلاف السوريين، وقتل العشرات منهم بالحكم عليه بالسجن مدى الحياة وتعويض المتضررين. لقد قدم القضاء الألماني مثالا يجب أن يحتذى في كل الدول التي تدعي الديمقراطية والقضاء الحر، لقد كان رسلان أحد أصغر المجرمين الذي أجرموا بحق الشعب السوري، وجرائمه أقل من جرائم أسياده الذي بحسب اعترافاته اقترفوا جرائم ضد الإنسانية، تجاوزت أعدادها مئات الآلاف من الأبرياء الذين قتلوا تحت التعذيب أو بجميع أصناف الأسلحة. مئات النساء تم اغتصابهن وتعذيبهن، وحتى الأطفال، آلاف الجثث تم إحراقها كي تمحى آثار الجريمة، أو دفنت في مقابر جماعية، ومازالت الاعتقالات مستمرة وجرائم القتل مستمرة أيضا. وحسب كل منظمات حقوق الإنسان هناك ما ينوف عن مئة ألف معتقل في سجون الأسد ومعتقلاته حتى الآن. إن المجتمع الدولي مطالب اليوم أمام اعترافات رسلان التي لا لبس فيها ولا شك أن يتخذ مواقف واضحة وصارمة بحق نظام الإجرام الأسدي الطائفي، وأن يقف حائلا دون عملية تعويمه من قبل حليفه الروسي والإيراني، وبعض الدول العربية ومنظمات مختلفة. على الإدارة الأمريكية أن تعيد حساباتها إزاء هذا النظام الذي طبقت عليه قانون قيصر، وتغض الطرف عن عمليات انتهاكه، وقيام دول عربية بالتطبيع معه على مرأى ومسمع العالم. إن رئيس نظام استخدم أسلحة كيماوية محرمة دوليا واعتبرتها إدارة الرئيس باراك أوباما خطا أحمر وتراجعت عنها إرضاء لإيران كي يتم التوقيع على الاتفاق النووي يستحق المحاكمة الدولية، وأن يصدر بحقه حكم حتى غيابيا. كما حوكم الكثير من الرؤساء الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية، وكل تقارير المنظمات الدولية أثبتت ذلك. لقد ارتكب هذا النظام أكبر وأفظع الجرائم بحق سورية التي دمرها وجلب من يستعمرها، وبحق الشعب السوري الذي هجر نصفه، وجوع نصفه الآخر. إن كل مماطلة في كشف الحقيقة في هول الجرائم المرتكبة في سورية، ومحاولة تعويم النظام هو تمديد غير شرعي، وغير أخلاقي، وغير عادل بحق سورية والسوريين. إن اعترافات رسلان والحكم عليه دليل واضح كل الوضوح على جزء من جرائم هذا النظام وليس من العدل بمكان غض الطرف عنها لأي اعتبار كان، فالجريمة على مستوى شعب بأكمله والسوريون لن ينسوها، ويطالبون العالم الحر بتحقيق العدالة والقصاص.