بعد أن أعلن التحالف الدولي بالانتصار على التنظيم الإرهابي " داعش " عاد ليظهر من جديد في سورية والعراق ومناطق أخرى من العالم. هذا التنظيم ارتكب أبشع المجازر، والأعمال الإرهابية المروعة عندما سيطر على مساحات واسعة من العراق وسورية وبسرعة كبيرة وبأعداد قليلة (30 ألف مقاتل حسب التقديرات) جعلت أكثر من مراقب أن يثير إشارات استفهام كبيرة حول منشئه والجهات المجهولة التي تدعمه، ووجهت الأصابع إلى أكثر من جهة منها النظام السوري، وإيران، وبعض أجنحة النظام العراقي، وحتى أمريكا التي ترأست التحالف الدولي لمحاربته على الأراضي السورية. اليوم يعود بجريمة مصورة شبيهة بالجرائم السابقة من تصفيات جسدية، وعمليات إعدام مصورة، ناهيك عن تفجير وتخريب أماكن أثرية كمدينة تدمر، وبعض المتاحف العراقية. ففي ريف حماة الشرقي نفذ عناصر التنظيم حد الرجم بحق امرأة بتهمة الزنا، وقامت بتصوير المشهد المروع الذي نشرته مصادر إعلامية تابعة له والذي يظهر عناصر التنظيم وهم يقومون بتنفيذ حكم الإعدام لهذه المرأة بالرجم، دون أن يتدخل أحد لمنعهم من ارتكاب جريمتهم، وهذه ليست المرة الأولى التي يرتكب فيها هذا التنظيم الإرهابي لمثل هذه الأحكام، إذ سبق له أن قام بها في محافظة الرقة أكثر من مرة عندما كان يسيطر عليها. وظهر في المقطع المصور والد السيدة إلى جانب عدد من العناصر قالوا إنهم سينفذون حكم " حد الرجم بالزنا " بحقها، حيث طلب من الوالد مسامحتها، إلا أنه رفض رفضا قاطعا وقام بتوثيقها واقتيادها إلى حفرة كانت قد أعدت في وقت سابق لتنفيذ هذا الحد ثم بدأ عدد كبير من الرجال المتواجدين في المنطقة برجمها بعدد كبير من الحجارة. هذه الجريمة البشعة ليس من شأنها سوى تشويه صورة الإسلام، فبحكم الشرع إذا أردنا الاستناد إليه فله شروط من الصعب تحقيقها ( أربعة شهود على عملية الزنا )، فمن كان شاهدا على هذه العملية؟ إن مثل هذه الإعمال الإجرامية وتصويرها وبثها تؤكد على أن هدفها ليس تطبيق شريعة الحد، بل لغايات أخرى مدفوعة من أطراف أخرى تدعم هذا التنظيم الإرهابي ترمي إلى تشويه ثورة الشعب السوري، وصورة الإسلام الحنيف. وهل يعقل أن النظام السوري، والنظام العراقي، والتحالف الدولي، والجيش الروسي المتواجدون على الأرض لم يستطيعوا إلى الآن القضاء على حفنة إرهابيين يرتكبون أفظع الجرائم على أرض سورية والعراق.