أعلن يوم 20 تشرين الثاني/ نوفمبر يوم الطفل العالمي منذ العام 1954 حسب توصية الجمعية العامة للأمم المتحدة، والاحتفال العالمي بهذا اليوم له رمزية خاصة كون الطفل البرعم الذي يحتاج لكل عناية لأن براعم اليوم هم ورود المستقبل وبهجته. في هذا اليوم من هذه السنة نرى أن ملايين الأطفال في أنحاء العالم يعانون ظروفا قاسية جدا في العراق، وسورية، واليمن، والصومال، خصوصا والبلاد العربية عامة. والنصيب الأكبر من المعاناة للأطفال السوريين منذ اندلاع الثورة بعد أن اضطر ملايين السوريين هجرة سورية واللجوء في دول الجوار أو في بلاد بعيدة. والعيش لمعظمهم في مخيمات تفتقر لأبسط مستلزمات الحياة، ويزداد الوضع سوءا ومأساوية في فصول الشتاء عندما تحاصر هذه المخيمات بالثلوج والأمطار، ويصاب الكثير من الأطفال بأمراض جراء البرد وسوء التغذية، وحرمان نسبة كبيرة منهم من التعليم، واضطرار عشرات الآلاف لمزاولة مهنة ما لإعالة عائلاتهم. وجراء ذلك نشأ جيل كامل من الأطفال الذين كانت لا تزيد أعمارهم عن سنوات خمس بداية الثورة وباتوا اليوم شبانا دون تعليم. مئات الأطفال ماتوا غرقا في البحور كإيلان، وآلاف قضوا تحت القصف الوحشي للنظام، ومئات قتلوا خنقا بالأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية، وخان شيخون، ودوما، وخان العسل وسواها. لقد دفع الطفل السوري الثمن باهظا لإجرام النظام الأسدي حتى أن مئات منهم ماتوا في السجون، أو ولدوا في السجون بعد اغتصاب أمهاتهم، هذه الجرائم النكراء بحق أطفال سورية لم تحظ بالاهتمام الكافي من منظمة اليونيسف، أو منظمات إنسانية أخرى، فمازال جيش النظام يقصف القرى والبلدات ويوقع ضحايا عديدة في صفوف الأطفال، وكذلك الجيش الروسي الذي يجرب أسلحته في لحم الأطفال السوريين، وكل الميليشيات الطائفية التي تنتهك جميعها حرمة الطفولة. في هذا اليوم ندعو كل المنظمات الدولية الإنسانية أن تولي اهتماما أكبر بالأطفال السوريين وتلبية حاجياتهم الأساسية من رعاية، وتغذية، وتعليم، والمنظمات الحقوقية أن تنظر بعين فاحصة وجدية إلى جرائم النظام الأسدي الوحشي، والجيش الروسي بحق الأطفال السوريين، وأن تدون كل الانتهاكات بحقهم كي تتم محاسبة الجاني في اليوم الموعود.
