حتى وما أدراك ما حتى

سيبويه ولغة العرب
سيبويه ولغة العرب


مات سيبويه وفي قلبه شيء من حتى، ولفرط ما دوخت حتى جهابذه اللغة العربية كان أحدهم إذا أراد ان يشتم أحدا قال له: يا اقبح من حتى في مواضع شتى. ذلك أن حتى هي رافعة، خافضة، ناصبة. حيرت النحويين والأدباء، واحد فقط: المتنبي قال: أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصم. حتى حتى لم تصعب عليه.

 فتقول مثلا:

في بلادنا حتى الجهلة، والقتلة، والسفهاء، والأجراء، والخونة باتوا حاكمينا. لكن اللغة العربية تتضمن عقبات كعداء كحتى التي شيبت رأس سيبويه.

فماذا أقول عن ليس فهي تتعدى على عمل كان في رفع الاسم ونصب الخبر فتقول:

ليس كل ما يقول زعماء العرب صحيحا.

أما قبيلة كان النسوية واخواتها التي قامت ليس بسرقة ملكيتها النحوية تؤكد أنها الأصل في رفع الاسم ونصب الخبر فنقول:

أضحى الرقيع، والقميء مرموقا في مجتمعنا العربي.

وتأتي قبيلة إن وأخواتها النسوية أيضا فتشاكس قبيلة كان وتعاكس فعلها دائما فحربها النحوية معها في النصب والرفع كحرب داحس والغبراء التي لم تنته عند "الأعاريب" الذين يقتتلون على جلد عنز، كما قال الماجن أبو نواس: قالوا ذكرت ديار الحي من أسد لا در درك قل لي من بنو أسد

ومن تميم ومن قيس وإخوتهم ليس الأعاريب عند الله من أحد

فإن وقبيلتها تنصب الاسم وترفع الخبر فنقول:

إن الرئيس خائن، ويمكن أن تعطف على الخبر خائن، وقاتل، وسارق، وسفاح، وعميل.

أما فرسان النحو الخمسة وهم من عائلة واحدة

الأب، والأخ، والحمو، وذو، وفو فقالوا نحن لا نعترف بقبائل نسوية فالذكور قوامون على الإناث. فنحن نرفع بالوار، وننصب بالألف، ونجر بالياء.

فنقول: الحاكم المتسلط قتل أباك. وعذب أخاك، واعتقل حماك. وسرق كل ذي مال، وسجن كل ذي شرف، ولا يجرؤ أحد فتح فاه.

أما الأنثى النحوية المتسلطة والتي لا تقبل رأيا آخر سواها هي لا الناهية، التي تجزم الفعل كجهيزة التي قطعت قول كل خطيب، فهي تحذف أحرف العلة من الأفعال كما تقطع الرؤوس بالسيوف عند مجرمي السلطة عند العرب فتقول:

ولا تنه عن فعل وتأتي بمثله، لا تفاوض من أراد بك سوءا.

ويعترض فعل الأمر ويقول الجزم هو من اختصاصي، ولا هذه تعتدي عليه، فأنا أقول كما قال الذي نام ملء جفونه عن شواردها:

عش عزيزاً او مت وانت كريمٌ بين طعن القنا وخفق البنودِ

واطلب العز فى لظى ودع الذل ولو فى جنان الخلودِ

وكما قال أبو العينين الجاحظ خير الكلام ما قل ودل وجل ولم يمل، لن أطيل عليكم فلغتنا مازالت لديها الكثير لتقوله لنا

وهذه مراجعة بسيطة ومختصرة لها وما أحوجنا بين فينة وأخرى ان نعود إليها ونتمعن في معانيها.