جورج قرداحي.. وأبو فلة

اليوتيوبر الكويتي ابو فلة
اليوتيوبر الكويتي ابو فلة



في الأيام الأخيرة تواكب حدثان على طرفي نقيض يتعلقان بطريقة مباشرة بالشأن السوري، إذ تمكن اليوتيوبر الكويتي "أبو فلة"، من جمع مليون دولار أمريكي، لدعم أكثر من 5 آلاف أسرة سورية لاجئة، خلال حملة تبرع استمرت 28 ساعة فقط، لكنها تعد الأكبر والأضخم عبر التاريخ يقودها وينظمها يوتيوبر عربي. وأطلق أبو فلة مساء الخميس الماضي حملة للتبرع من أجل تلبية احتياجات اللاجئين السوريين من تجهيزات تقيهم في فصل الشتاء الداهم من زمهرير لبنان. وأبو فلة الكويتي لديه 20 مليون من المتابعين الذين لبوا دعوته عند انطلاق الحملة مساء الجمعة حتى وصل رقم التبرعات مساء السبت إلى المليون دولار، والملفت أن أبا فلة ومن شدة التأثر بكى لأنه حقق إنجازا سيوفر إغاثة حوالي ستة آلاف عائلة سورية تعد أكثر من 17000 فرد. هذه الحملة لا قت استحسانا وحماسا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي ككل. في هذه المبادرة نرى أن عزيمة شخص واحد، وخلال 24 ساعة تمكنت من صنع مالم تصنعه مؤسسات ومنظمات كبيرة، والأهم من ذلك أن نرى هذا التضامن الرائع من عربي شريف يقدم خدمة لإخوانه السوريين الذين غدر بهم نظام يحكمهم بالحديد والنار والكيماوي منذ نصف قرن ونيف، وشردهم في بقاع الأرض وهم اليوم يحتاجون لكل مساعدة. هذه اللفتة الكريمة من "أبي فلة" تستحق ألف فلة وفلة، وكل ياسمين الشام، لنبل هذه المبادرة الإنسانية.
في المقابل وعلى الجانب الآخر فاحت رائحة كريهة ومقيتة من تصريحات "صحافي" و "وزير معين " في حكومة لبنان التي ما إن تشكلت بعد مخاض عسير دام أكثر سنة حتى جاء السيد جورج قرداحي ليضعها على كف عفريت، ولبنان المتأزم أكثر تأزما بعد أن أثار حفيظة دول الخليج التي قام عدد منها بسحب سفرائها ودعوة مواطنيها لمغادرة لبنان. الوزير العتيد الذي خان السعوديين الذين صنعوه بوقوفه إلى جانب الحوثيين في حرب اليمن، واعتبار الحرب هي عدوان عليهم، خان الشعب السوري أيضا بوصفه الرئيس الذي أجرم بحق سورية والسوريين برجل العام، وأن الثورة السورية، هي ثورة إرهابيين، ونتيجة لمؤامرة كونية ضد نظام الأسد. وما ضرب الأطفال بالكيماوي سوى تلفيقة لا أساس لها. الوزير العتيد لم ير أو تعامى عن وجود حوالي مليون ونصف المليون سوري على أرض لبنان يعانون كما يعاني اللبنانيون جميعا من المآسي التي تضرب لبنان بسبب السياسات الخاطئة لحكامها، وتعامى عن سبب وجود هذا العدد الهائل من السوريين على أرض لبنان. تعامى الوزير العتيد عن مسؤولية حزب الله الذي يقف إلى جانب نظام الأسد في المقتلة السورية، وأنه دخل بقواته، التي تبجح مؤخرا بأن أعدادها تصل إلى مئة ألف مقاتل هدد فيها اللبنانيين أبناء جلدته أنفسهم، بعد أن عاثت هذه القوات ولا تزال في أرض سورية فسادا وقتلا وتشريدا للسوريين الذين هربوا إلى لبنان والأردن وتركيا وألمانيا بشكل أساسي، وبقاع الأرض الأخرى، ويعانون، وخاصة على أرض لبنان من ثلوجه، وبرده، ومطره وهم تحت الخيام في شتاء لبنان القارس، ولا أحد يلتفت إليهم. هذا الوزير العتيد الذي يرى في الأسد مثاله الأعلى لا بد وأن تكون عقليته وتصرفاته ومفاهيمه للإنسانية شبيهة بعقلية وتصرفات ومفاهيم مثاله الأعلى، نحن نتضامن مع لبنان الشقيق، وشعبه المغلوب على أمره، كالشعب السوري، من سيطرة "دولة"حزب الله "الإيراني" داخل الدولة، ونتمنى ألا يحتاج اللبنانيون لمدون مثل "أبي فلة" يجمع لهم التبرعات ليقيهم العوز في ظل وزير لا يرى سوى مصلحته في البقاء على كرسي صنعوه له كما صنع السعوديون له صفة "الصحافي النجم" بعد أن كان في الصفوف الخلفية في بهو صاحبة الجلالة. شتان بين أبي فلة، وجورج قرداحي، والشمس لا تحب بغربال.
يقول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: إحذروا صول الكريم إذا جاع واللئيم إذا شبع.