شغلت قضية الموز مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن صرح أحد الأتراك لقناة تركية أنه لا يستطيع شراء الموز لضيق ذات يده بينما يستطيع السوريون اللاجئون شراءه لأن الحكومة التركية تغدق عليهم بالأموال. وسخر بعض السوريين من الحملة التي قامت على منصات التواصل الاجتماعي ونشروا فيديوهات ساخرة أساءت للأتراك ما دفعهم أيضا للرد، حتى تحول إلى سجال تطلب تدخلا من الرئيس رجب طيب أوردوغان نفسه، واتخاذ الداخلية التركية إجراء بترحيل سبعة سوريين من تركيا.
هذه الحادثة تتطلب منا نحن السوريين أن نكون واعين لمدى الضرر الذي يتسببه بعض السوريين لكامل اللاجئين في تركيا وهذا أمر غير مقبول. ونذكر أن تركيا الدولة الوحيدة التي استقبلت حوالي أربعة ملايين سوري في أشد الظروف صعوبة وقتامة، وهي اليوم الوحيدة في المنطقة تقف معارضة لنظام بشار الأسد، في حين أن إيران، ودولا عربية تقف إلى جانبه.
ولكن نذكر بمواقف تركيا والسلطنة العثمانية من سورية تحديدا، فهي كانت تحافظ على سورية الكبرى في وحدتها (سورية الحالية، فلسطين، لبنان، الأردن)، واعتقد العرب قبيل الحرب العالمية الأولى أن محاربتها وطردها من المشرق العربي سيجلب لهم الاستقلال وبناء مملكة عربية من سورية حتى الحجاز، وهذا دعمه وعد مكماهون للشريف حسين على شرط المشاركة في الحرب ضد السلطنة، فأعلنت "الثورة العربية الكبرى" ضد الآستانة. فماذا كسب العرب من التحالف مع الغرب الذي عاد عن وعوده سوى ثلاثة " خوازيق " مازلنا نعاني منها حتى اليوم (سايكس بيكو، وعد بلفور، سان ريمو) بالإضافة إلى عداوة تركيا التي لم تحبذ خيانة العرب لها. فلو وقفنا مع السلطنة العثمانية، ولو أنها خسرت الحرب، وخسرناها معها، هل كان سيصيبنا أكثر مما أصابنا اليوم، وكنا بالتفاوض نلنا استقلالنا وربطنا علاقات جيدة معها منذ البداية. فالسلطان عبد الحميد الذي اتخذ موقفا برفض تسليم فلسطين ولو على جثته، لم يتخذ مثل هكذا موقف ولا زعيم عربي، واليوم لا يمكننا إلا أن نشكر تركيا لوقوفها معنا، واستقبال لاجئينا، وعلى السوريين أن يحترموا شروط الضيافة، وعدم اللجوء إلى الاستفزاز الذي يضر بالسوريين قبل الأتراك,