معالي الوزير جورج قرداحي المحترم، لا يحق الي اليوم إلا أن أحترم منصبك، في الحكومة اللبنانية التي نقدرها ونحترمها، ولبنان دولة وشعبا العزيز جدا على قلوبنا نحن السوريين، ونتمنى أن يتخطى أزماته كما نتمنى لبلدنا سورية، وتعود البسمة على شفاه لبنان منارة الشرق وسحره.
لكني يا معالي الوزير، وكمعارض لنظام في سورية قتل شعبه ودمرها وجلب إليها المستعمرين الجدد، عز علي جدا ما سمعته من معاليك في الدفاع عن هذا النظام، وتبريراتك غير الموفقة عنه. كما عز علي جدا تعليقاتك غير الموفقة أيضا عن المملكة العربية السعودية التي نعزها ونحترمها، فهذه التعليقات يفترض ألا تخرج من معاليك ضد دولة قدمت لك ما لم تقدمه لأحد من الإعلاميين.
لنتذكر قليلا معالي الوزير
أنت تعرف تماما من استقبلك في منزله في لندن وقدمك لمدير عام الأم بي سي الأستاذ علي الحديثي، وللشيخ وليد الابراهيم رئيس أرا فيجين، عندما كنت باحثا عن عمل بعد أن طردك الشيخ رفيق الحريري رحمه الله من إذاعة الشرق في باريس. فأكرمك السعوديون وتم تعيينك في مناصب عدة، وخاصة هيأوا لك فرصة كبيرة في برنامج من سيربح المليون الذي بالأصل لم يكن لك. وبمعنى آخر لقد صنعوك، وجعلوا منك نجما، كما صنعوا الكثيرين من النجوم الذين نراهم اليوم على الشاشات العربية.
معالي الوزير
اليوم ليس من مهمتك أن تدافع عن نظام دمشق، فهذا ليس دورك ولا يمكنك أن تتحدث عن مآسي السوريين ولا أن تكون متحدثا رسميا عن النظام السوري. ولا مهاجمة المملكة العربية السعودية التي كانت ولا تزال سندا كبيرا للبنان وشعبه. فمن الأولى ألا نبصق في البئر التي شربنا منها جميعا، وأنت شربت منها الكثير، وإن اختلفنا معها. فلبنان ينتظر منك ومن الحكومة الموقرة أن تخرج لبنان من أزماته، ونتمنى ألا تنسى الحكومة الموقرة وضع إخواننا السوريين اللاجئين في لبنان الذي نشكره على استقباله لهم فنحن شعب واحد في دولتين.
أرجو من معاليكم أن تتقبلوا كلامي بصدر رحب لا نرغب منه أي هدف آخر سوى التوضيح ضمن حرية الرأي والتعبير التي نصبو إليها جميعا.
مع التقدير