في يوم الفقر العالمي الذي صادف السابع عشر من هذا الشهر تصدر الأمم المتحدة تقريرا سنويا عن اقتصاديات دول العالم وعلى أساسه تصنف مرتبة الدول حسب نسبة الفقر فيها. ويصعقك المشهد عندما ترى أن بلدك في البلد الأفقر في العالم، وتأتي في درجة متقدمة عن المرتبة الثانية بفارق كبير. فنسبة الفقر في سورية وصلت إلى أكثر من 82 بالمئة من الشعب السوري، وتأتي زيمباوي مباشرة بعدها بنسبة 72 بالمئة، بفارق عشر نقاط. في حين يأتي اليمن " السعيد " في المرتبة الثانية عربيا وبنسبة 52 بالمئة أي بفارق ثلاثين نقطة. هذا الرقم المفجع يعكس هول المأساة التي يعاني منها الشعب السوري والمضاعفات التي تنتج عنها كسوء التغذية التي تؤدي إلى أمراض وتشوهات وخاصة لدى الأطفال في فترة النمو، وفقدان التعليم حيث أن نسبة كبيرة من الأطفال تهجر مقاعد الدراسة للبحث عن عمل يكسبون منه قوتهم، التفكك والعنف الأسري، التشرد للعائلات التي لا تملك آجار منازلها. فسورية التي كانت تعرف بأرخص دول العالم، وكان سكان الدول المجاورة يأتون ليشتروا منها البضائع والمنتوجات الزراعية الرخيصة بالنسبة لبلادهم بات هي تتسول على أبواب الدول. وتعكس بعض الأرقام واقع سورية الاقتصادي في العام 2020.
كان الناتج المحلي في العام 2010 حوالي 60 مليار دولار، وانخفض في العام 2020 إلى 6 مليار دولار
أما عدد سكان سورية فقد كان 22 مليون نسمة وانخفض إلى حوالي 15 مليون نسمة
كان سعر الدولار 50 ليرة سورية وأصبح الآن حوالي 3000 ليرة سورية
بلغت الصادرات السورية 8 مليار دولار وانخفضت إلى 500 مليون دولار
أما نسبة الفقر فكانت نسبتها حوالي 30 بالمئة وقفزت إلى 82 بالمئة.
وتقول تقارير اقتصادية أن سورية خسرت ما بين عامي 2011 و 2016 مبلغ 226 مليار دولار، أما الأضرار التي لحقت جراء المباني المدمرة التي قدرت بثلث المباني في سورية، ونصف البنى التحتية حتى العام 2015 فقط ب 237 مليار دولار. ويقدر بعض الخبراء أن إعادة الإعمار لتعود سورية إلى ما كانت عليه قبل العام 2911 ب أكثر من 450 مليار دولار. أما ما خسرته من الفساد والسرقات منذ العام 1970 فهذا رقم سري لا يعلم به إلا الله واللصوص. ويتبادر إلى الذهن أسئلة كثيرة: أي جيل هذا الذي ولد تحت هذه الظروف، وماذا يمكنه أن يقدم للوطن إذا كان هو معدما؟ والكل يعلم أن في المجتمعات التي يكثر فيها الفقراء، تكثر فيها أيضا الأمراض الاجتماعية، من جريمة، وسرقات، ودعارة، وتسول، وتشرد. ويضطر الفرد فيها لممارسة عدة مهن ليؤمن قوتا يوميا يكاد يسد الرمق.
يقول أبو بكر الإشبيلي
الفقر في أوطاننا غربة. والمال في الغربة أوطان