وما لزماننا عيب سوانا!

صورة تعبيرية (موقع  Liberimage )
صورة تعبيرية (موقع Liberimage )

قمة مجموعة الدول الضامنة لمسار أستانا تبحث تطورات الوضع السوري.

بايدن وبوتين يتوصلان إلى تفاهمات بشأن الوضع في سوريا.

عبد الله الثاني يبحث مع بايدن ثم مع بوتين سبل إخراج سوريا من مأزقها.

لافروف،،، بومبيو،،، جاويش أوغلو، جواد ظريف،،، بلينكن،،، عبد اللهيان،،، غوتيريش،،،

أردوغان سيصل اليوم إلى موسكو لبحث الوضع السوري مع بوتين...

في الآونة الأخيرة، تركز المقالات والتحليلات على الشكوى من خيانة الجميع للدم السوري، والتنكّر للكارثة التي حلّت بالسوريين. إذ تعجّ الصفحات والشاشات بمقالاتٍ ومقاطع مسموعة ومرئية تنتقد ما يُزعم أنها جهودٌ ترمي إلى إعادة تدوير النظام. وتتضمن هذه المقالات والمقاطع شتائم للعرب بدءً من محمد بن زايد، وليس انتهاء بعبد الله بن الحسين، ويتضمن بعضها الآخر اتهامات لأردوغان بالكذب والنفاق، وثمة بين المحللين من اكتشف أن ما تعلنه الدول الغربية من حرص على حقوق الإنسان، ما هو إلا ادعاء زائف.

لا شك في أن الواقع الذي آلت إليه الثورة السورية لا يسرّ سوى أعدائها! لكن، هل من الموضوعية في شيء أن نبرّئ أنفسَنا ونبحث خارجَها عن أسباب ذلك؟

لا يمكن لعاقلٍ أن يصدّق أنّ يكون للأنظمة العربية الشمولية مصلحة في نُصرة ثورة تهدف إلى إقامة نظام حكم ديموقراطي. ورغم ذلك، وبسبب وحشية النظام وهمجيته التي فاقت كلّ توقع، وجدت الأنظمة العربية نفسها مضطرة للتعاطف مع الشعب السوري.

ولا يمكن لأي جاحدٍ ناكر للمعروف أن لا يقرّ بالتعاطف والدعم السياسي والمادي الذي قدمه الغرب للثورة السورية في بداياتها.

حتى روسيا نفسها، لم تكن مولعة ببشار الأسد، ولم تكن في وارد الدفاع عن نظامه، وظلت تكتفي بمناكفة الغرب سياسياً حتى استجدّت ظروفٌ ذاتيّةٌ تطلبت تصعيد المواجهة السياسية مع الغرب، فوجدت في سوريا ورقة مناسبة.

في يوم من أيام عام 2015، كنت في جلسة مع عدد من المعارف والأصدقاء، أحدهم - نائب في "مجلس الاتحاد" (مجلس الشيوخ الروسي). وكالعادة في مثل هذه الحالات، تطرق الحديث إلى مواضيع مختلفة، أحدها التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا، الذي لم يكن قد مضى عليه سوى بضعة أسابيع.

انتقدتُ بشدّة قرار التدخل، مؤكداً أن طبيعة القصف العنيف وجغرافيتِه تشي بأن الهدف منه ليس القضاء على التنظيمات الإسلاموية الإرهابية، بل إنقاذ النظام الإرهابيّ المجرم. فقال النائب: لقد تمتعتم بحرية مطلقة على مدى خمس سنوات ولم تستطيعوا إسقاط النظام، فهل تريد أن يستمر القتل والدمار على مدى قرون؟ فقلت: عند التدخل، لم يكن النظام يسيطر سوى على أقل من ربع مساحة سوريا... فقال: ومن الذي يسيطر على بقية الأرض؟؟؟

يجب الاعتراف بأن تصرفات القوى السياسية التي تصدرت المشهد الثوري، هي التي جعلت حماس الغرب يتضاءل، أما تصرفات القوى المسلحة التي طفت على سطح الثورة فهي التي قصمت ظهر الثورة، وأحبطت كل أمل في إقامة دولة معاصرة.