أطلق فلسطينيون، وسم “كوفيتي هويتي”، رداً على منع الشرطة الفلسطينية التابعة لحماس في غزة أحد طلاب جامعة الأزهر من ارتدائها، أثناء دخوله الحرم الجامعي، دون إبداء أسباب واضحة. الوسم الذي تصدر منصات التواصل الاجتماعي في فلسطين، تفاعل معه آلاف من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين على رمزية الكوفية بالنسبة للفلسطينيين وتاريخهم النضالي. وأكد بيان مركز حقوق الإنسان أن الشرطة اقتحمت، الثلاثاء الماضي، الحرم الجامعي الرئيسي لجامعة الأزهر وأمرت الطلبة بعدم ارتداء الكوفية، بحجة وجود أوامر بحظر ارتدائها، موضحين أن عناصر الشرطة أوقفوا كل من رفض خلع الكوفية، وأخضعتهم للضرب والمعاملة المهينة للكرامة، بحسب المركز.
من الغريب أن يصدر عن شرطة حماس هكذا تصرف فالكوفية الفلسطينية ليست فقط رمزا للمقاومة، وباتت تعم العالم أجمع، وتبنتها أكبر العلامات التجارية والأزياء العالمية، ولم يتخل عنها الرئيس السابق ياسر عرفات طوال سنوات نضاله بل في تصميمها رموز أخرى لا تقل رمزية قل من يعرفها.
(الحواشي تمثل أوراق الزيتون الشجرة المقدسة في فلسطين، والوسط يمثل شباك الصيد التي طبعت هذا البلد الأمين منذ عهد المسيح، والخطوط العريضة تمثل الطرق التجارية التي تعبر فلسطين منذ أن نشأ طريق الحرير).
هذا الفعل لا يختلف كثيرا عن منع الحجاب في أوربا، أو لبس الفتيات للسروال في السودان، أو منع الطربوش في تركيا في عهد أتاتورك ظنا منه أن الطربوش لا يتماشى مع العلمانية، أو في فترة حكم البعث عندما كان ينزع الحجاب بالقوة عن رأس المحجبات في الشوارع في ستينيات القرن الماضي، وبعد أن خسر الحرب مع إسرائيل في 1967 كان يمنع لبس الجينز لأنه من صنع أمريكا التي تدعم إسرائيل، واعتبر ذلك سببا في خسارة الحرب لأن لبس الجينز ينظر إليه "كميوعة" للشباب السوري الذي يفترض به أن يكون جاهزا للمعركة الفاصلة مع العدو المحتل للجولان، في الوقت الذي كان الصغير والكبير " والمقمط بالسرير" يعرفون تماما أن وزير الدفاع حافظ الأسد باع الجولان ليستلم الحكم في سورية ويستمر في حكمها بحماية أمريكية ـ إسرائيلية. واليوم يريد الفلسطيني أن يمنع الفلسطيني من ارتداء رمز مقاومته للعدو المحتل أرضه. وواقع الأمر أن اللباس رمز لثقافة، وتاريخ، وتقاليد، وحنين إلى الماضي، والمجتمعات تتطور ويتطور معها لباسها، بالأمس كان ينظر لمن يلبس البزة الأوربية بأنه " متغرب " واعتبرها البعض من المحرمات، لكن مع ذلك غزت البزة الأوربية العالم بأسره.
إذ ليس الجمال بأثواب تزيننا إن الجمال جمال "المقاومة" والعلم والأدب.