الملعقة تنتصر

اهل الناصرة يتضامنون مع الأسرى
اهل الناصرة يتضامنون مع الأسرى

الناصرة، المدينة المباركة، مدينة الناصري سيدنا عيسى عليه السلام، المدينة المناضلة تحت الاحتلال العنصري الصهيوني، الناصرة مدينة الأجراس والمآذن، مدينة الفلسطينيين منذ عهد عيسى، وما قبل عهد عيسى، من هذه المدينة المباركة انطلق الناصري ( المسيح ) ليبشر بالمسيحية. وسميح القاسم الذي عاش وفيها ومات قال: 

أنا قبل قرونْ لم أطرد من بابي زائر

 وفتحت عيوني ذات صباح فإذا غلاّتي مسروقة

 ورفيقةُ عمري مشنوقه

وإذا في ظهر صغيري، حقل جراح

 وعرفت ضيوفي الغدَّارينْ فزرعوا ببابي ألغامًا وخناجر

 وحلفت بآثار السكّينْ لن يدخل بيتي منهم زائر في القرن العشرين

الناصرة انتصرت لأبطال جلبوع. خرج الناصريون يهتفون على باب محكمة اللاعدل لدولة الاحتلال في الناصرة. دولة محتلة تحاكم أبناء الأرض لأنهم يدافعون عن أرضهم، صهاينة جاؤوا من "غيتويات" أوربا، وهربوا من النازيين ومعسكرات الاعتقال، إلى أرضنا في فلسطين طلبا للحرية، يسجنون اليوم ويحاكمون من يطالبون بالحرية من أبناء البلد المقدس، أرض الآباء والأجداد. ويطلقون عليهم صفة "الإرهابيين" في الوقت الذي تمارس دولة الاحتلال إرهاب الدولة، دولة تمارس الإرهاب المنظم ضد شعب فلسطين على الملأ، تنتهك مقدسات المسلمين في القدس الشريف بتدنيسهم المسجد الأقصى، وباعتدائهم على المصلين، على مرأى العالم أجمع دون أن يحرك أحد ساكنا، وخاصة أنظمة العرب المطبعة، أو الخانعة، أو الوجلة. لقد حرك أبطال سجن جلبوع الضمير العربي بشكل عام، والفلسطيني بشكل خاص، خرج الفلسطينيون في كل المدن الفلسطينية يهتفون للأبطال ويطالبون بالحرية لآلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون دولة الاحتلال والعنصرية والأبارتايد. لقد حطم هؤلاء أسطورة الأمن الإسرائيلي ومخابراته، وعلى دولة الاحتلال ان تعيد حساباتها اليوم، بأن الفلسطينيين لن يستكينوا ولن يتخلوا عن أرضهم وممتلكاتهم وسيناضلون حتى بالملعقة التي باتت رمزا لصبر العمل المقاوم، الملعقة تنتصر على آخر ابتكارات التنصت والمراقبة، وأثبت الفلسطينيون في الداخل أم في الخارج أنهم على هدف واحد، فأصوات ناصرة الداخل التقت مع رام الله ونابلس وغزة. وعلى الفلسطينيين اليوم أن يوحدوا كلمتهم في وجه الاحتلال المتغطرس لبناء دولتهم المستقلة والقدس الشريف عاصمتها الأبدية. وليمش كل فلسطيني على ارضه كما يقول سميح القاسم:

 منتصبَ القامةِ أمشي مرفوع الهامة أمشي

في كفي قصفة زيتونٍ وعلى كتفي نعشي

وأنا أمشي وأنا أمشي....