انتصارات روسية ممزوجة بدماء السوريين

القصف الروسي المستمر على مناطق المعارضة السورية
القصف الروسي المستمر على مناطق المعارضة السورية


يوم الأربعاء الماضي، الـ14 من تموز/يوليو الجاري 2021، قام وزير الدفاع الروسي - سيرغي شويغو، بزيارة لمجمّع "روستفيرتول" لصناعة طائرات الهليكوبتر، الواقع في محافظة روستوف.

وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي" نقلت عن تصريحات أدلى بها الوزير شويغو خلال اجتماعة بإدارة الشركة المذكورة، أعلن فيها أن القوات المسلحة الروسية، وخلالها تدخلها المباشر في الصراع السوري المسلّح، "جربت أكثر من 320 نوعاً من الأسلحة والذخائر. وبفضل الاختبارات العملية، تم الارتقاء بأداء العديد من الأسلحة والذخائر إلى أعلى المستويات".

وأضاف الجنرال شويغو: "سأقول لكم بكل صراحة إننا واجهنا عددًا كبيرًا جدًا من المفاجآت غير السارة في سوريا، ولهذا استقدمنا المئات من المصممين والمهندسين إلى قاعدة حميميم. وصادف أن تواجد هناك في أحد الأوقات ممثلو 76 شركة ومكاتب تصميم. لقد تقصدنا استقدام هؤلاء لكي يتعاملوا مع الملاحظات أولاً بأول. ونتيجة التفاعل الميداني تم إخراج العشرات من الأسلحة والذخائر من الخدمة، والتوقف عن إنتاجها".

وذكر سرغي شويغو - على سبيل المثال – أن مروحيات عسكرية من إنتاج الشركة التي استضافته – "روستفيرتول"، خضعت لتغييرات كبيرة بفضل العمليات العسكرية التي خاضها الجيش الروسي في سوريا.

على صعيد متصل، لم يعد لدى أحد شك في أن تدخل روسيا بشكل مباشر في الصراع المسلح في سوريا، لم يكن بقصد محاربة الإرهاب، كما تدعي، بل لنصرة النظام الذي كان على وشك السقوط، وأن الجيش الروسي تمكن من استعادة مساحات كبيرة إلى سيطرة النظام بسبب استخدامه القصف الوحشي دون تمييز. فقد جاء في تقرير نشرته "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في أيلول/ سبتمبر 2020، بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة للتدخل العسكري العسكري الروسي في الصراع المسلح، الذي كان دائراً بين الثوار السوريين، من جهة، والنظام وحلفائه الطائفيين، من جهة أخرى، أن الجيش الروسي مسؤول بشكل مباشر عن مقتل 6589 مدنياً سورياً، منهم 2005 أطفال، و969 امرأة.

وسجل التقرير ما لايقل عن 354 مجزرة ارتكبتها القوات الروسية، وما لا يقل عن 1217 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية بينها 222 مدرسة و207 منشآت طبية، الأمر الذي تسبب بمقتل 69 من الكوادر الطبية، و42 من كوادر الدفاع المدني، إضافة إلى 22 من الكوادر الإعلامية.

وبالإضافة إلى ما تقدم، وثق التقرير استخدام روسيا الذخائر العنقودية المحرمة دولياً في 236 هجوماً، واستخدامها أسلحة حارقة في 125 هجوماً.

يضاف إلى ذلك أن العمليات العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة الروسية في سوريا تسببت بنزوح ملايين السوريين، منهم من هرب إلى مناطق داخل سوريا، ومنهم من فر إلى الدول المجاور، ومنهم من ركب البحر فإما أن غرق فيه أو أنه وصل إلى بر آمن في أوروبا.