فتاة سورية، برعم لم يتفتح بعد على الحياة، في الخامسة عشرة تعرضت لأول اعتداء من قبل شاب اغتصبها، وفي السادسة عشرة تقتل على يد أبيها خنقا كجريمة شرف، فبأي ذنب تقتل فتاة مغتصبة ؟ في الفترة ذاتها فتاة أخرى بعمر الورد أيضا، قتلت في مدينة الحسكة على يد إخوتها الذين وثقوا جريمتهم بفيديو تم بثه على مواقع التواصل الاجتماعي وتصدر وسم " فتاة الحسكة " بحجة " غسل العار". في أحد المقاطع تطلب الفتاة من إخوتها الرحمة، ثم تظهر وهي تتلوى على الأرض داخل منزل مهجور، بعد سماع إطلاق رصاص. يسمع في الخلفية رجل يطلب من أحدهم أن يطلق الرصاص على رأسها مباشرة من رشاش بحوزته، وهو ما حصل فعلا. وفارقت الفتاة الحياة. في كلا الحالتين لا يمكن وصف هؤلاء المجرمين إلا بوحوش بشرية، بعديمي الضمير، ناس بلا إحساس، أعداء المرأة، أعداء الحياة، أعداء فلذات أكبادهم، لا يرون شرفهم إلا في الجنس "المشرعن" لأمهاتهم، وأخواتهم، وبناتهم، وإلا القتل. يجب أن يعلم هؤلاء القتلة أن للمرأة حقوق، يجب احترامها، فالزواج المفروض مرفوض، وزواج القاصرات يجب أن يمنع منعا باتا، اليوم يجب أن يحاكموا بجرائهم: كجريمة قتل العمد مع الإصرار والتصميم والترصد. ويودعون السجن حسب القانون. وإلا فمثل هذه الجرائم سوف تتكرر لأن لا رادع لهؤلاء المجرمين ومن شابههم إلا القصاص. إن الشرف الحقيقي ليعلم هؤلاء هو في الصدق، والأمانة، والاستقامة، ورعاية الأبناء والزوجات ومعاملتهم بالحسنى، الإخلاص في العمل، وخدمة الوطن، والالتزام الأخلاقي بمعاملة الآخرين.. هذا هو الشرف الحقيقي. إن كل من يتعرض لامرأة بسوء، ومن يعتدي عليها ويغتصبها، ومن يقتلها فهو قانونيا مجرم ويجب أن يحاكم وينفذ فيه الحكم. فلا جرائم شرف بعد اليوم. ومن يرتكبها فهو عديم الشرف.