السوريون والانتخابات ودجاجة ستالين

الانتخابات السورية
الانتخابات السورية


رغم أن الستار رُفع، وبدأ ت المسرحية الهزلية المسماة "انتخابات"، إلا أن أمام الكثير من السوريين، القابعين تحت سيطرة "النظام"، متسعاً من الوقت لإعمال العقل واتخاذ قرار يريح الضمير..


الكلام هنا لا يمثل دعوة للتظاهر، فكل من امتلك الشجاعة على التظاهر، أصبح خارج سيطرة النظام، وإنما هو دعوة لمقاطعة الانتخابات، فهذا "أضعف الإيمان". ذلك أن عدم الذهاب إلى مراكز التصويت يُفوت على أبواق "محور المقاومة" فرصة إيهام المجتمع الدولي بأن بشار - خيار غالبية السوريين.


ليس لدى أيّ سوري وهْمٌ في أن بشار، وكما جرت العادة منذ عام 1970، سيحرز فوزاً ساحقاً. ورغم ذلك، لا يليق بأي سوري يملك ذرة من عقل أوعِزَة نفس، أن يشارك في مسرحية هزلية معروفة النهاية.


 


يقول المثل السوري: اللي بيجرب المجرّب بيكون عقله مخرّب"!


لقد جرب السوريون هذا النظام على مدى أكثر من نصف قرن، فما الذي عرفوه عنه؟


-        قمعٌ وإذلالٌ وسلبٌ للحرية والكرامة، لدرجة أن أهم وصية يوصي بها الآباء أبناءهم: "اسكْت!!! فالحيطان إلها آذان"،


-        إفقارٌ متعمد جعل المستوى المعيشي هو الأدنى بين الدول المجاورة، التي لا تملك ربع ما تملكه سوريا من موارد وثروات،


-        نشرٌ للفساد والمحسوبية،


-        بثٌّ للفرقة بين مكونات الشعب السوري وتأليب كل مكوّن على الآخر،


-        إهمالٌ تام للبنية التحتية وتحويل الأموال اللازمة لتطويرها إلى حساباته في البنوك الخارجية،  


وأتْبَعَ (النظام) كل الجرائم التي ارتكبها خلال أكثر من أربعة عقود، بعقد هو الأكثر دموية ومأساوية في تاريخ البشرية، عقدٌ سِمَته: القتل، الاغتصاب، الاعتقال العشوائي، التغييب القسري لمئات الآلاف، تهجير الملايين، إفراغ الليْرة من كل قيمة، تحويل السوريين إلى متسولين، تدميرالبلد، وبيعه قطعاً للمحتلين، و، و، و،


 


بعد كل هذه الجرائم، هل يعقل أن يكون السوريّ مثل "دجاجة ستالين"؟


ذات يوم، كان ستالين في مقر إقامته الصيفي في ضواحي موسكو، ومعه عدد من المقربين من أعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي.


دار حديثٌ عن الشعب وأساليب الحكم، فأمر ستالين بإحضار دجاجة حيّة، وحفنة من الشعير.


أمسك ستالين الدجاجة، وراح ينتف ريشها بقسوة، فيما الدجاجة تصيح من شدة الألم. وبعد أن نتف ريشها بالكامل، أخذ بضع حبات من الشعير ورمى بها للدجاجة، فأقبلت تلتهمها بنَهَم. وعندما مشى مبتعداً عنها، راحت تلاحقه وتتعلق ببنطاله وتتوسل إليه كي يرمي لهذا المزيد.


كان الرفاق يراقبون هذا المشهد بذهول!


وبعد دقائق، التفت ستالين إلى رفاقه، وقال بهدوء:


"أرأيتم كيف تبعتني هذه الدجاجة رغم كل ما سببتهه لها من آلام؟ بهذه الطريقة ـ يا رفاق ـ تستطيعون أن تحكموا الشعب".