تشهد منطقة جبل العرب توترا كبيرا ينذر بحرب أهلية يثيرها ما يسمى "بالحرس الوطني" التابع للزعيم الروحي حكمت الهجري الذي يمد يده إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، ويطلق مصطلح "جبل باشان" بدل جبل العرب (مصطلح "جبل باشان" هو اسم عبري لجبل العرب، ويعني "أرض مستوية أو ممهدة"، وهو عبارة عن مقاطعة في "أرض كنعان" (حضارة قامت بين 3000 قبل الميلاد إلى 1200 قبل الميلاد)، تقع شرقي الأردن بين جبلي حرمون (جبل الشيخ السوري) و"جلعاد" (اسم قديم لجبال عجلون في شمال غرب الأردن، وقد اشتق اسم "باشان" من جبل في تلك البلاد،
وذكر في سفر المزامير في "التوراة" بأشكال مختلفة: "جبل الله، جبل باشان. جبل أسنمة ووفقًا لـ"موسوعة الكتاب المقدس"،
كانت باشان "تشمل حوران والجولان واللجاة) ويطالب بالاستقلال عن سوريا الأم ويعادي الدولة المركزية في دمشق. وبنفس الوقت يعادي كل الدروز الذين يعارضون معارضة شديدة لهذا التوجه الذي يعتبر خيانة للدولة السورية، ولتاريخ الدروز المشرف في تكوين اللحمة السورية ومساهمتهم الوطنية في الثورة السورية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي.
إذ قام باعتقالات عديدة وتهديدات، واقتحام منازل، وإهانات، وحلق شوارب، وقام مؤخرا بقتل الشيخان رائد المتني وماهر فلحوط تحت التعذيب اللذين كانا ضمن مجموعة من المعتقلين بعد إطلاق ما سمي بحملة "الأمن الاستباقي" على يد "الحرس الوطني" الذي اتهم الموقوفين بالتواصل مع دمشق والتحضير لانقلاب عسكري (ونشير إلى أن القتيلين كانا حليفين للهجري سابقا)، وتذكر هذه الجرائم المرتكبة بجرائم النظام البائد بحق السوريين. فكل معارض للهجري اليوم مهدد بالاعتقال أو القتل، وهذا ما أثار موجة استياء عارمة في جبل الموحدين، والفتنة في صلب الطائفة الدرزية، والتحريض على التقاتل الدرزي ـ الدرزي. خاصة وأن النقمة الشعبية تتصاعد كل يوم مع تجاوزات الهجري ومسلحيه،
في الوقت الذي تقوم دولة الاحتلال الإسرائيلي بدعمه ضد مناوئيه وضد السلطة المركزية في دمشق. ومن المعروف أن الهجري كان من الموالين للنظام البائد والمدافعين عنه ولكن مع سقوطه تحولت بوصلته إلى دولة الاحتلال وطلب حمايتها ورفع علمها في السويداء. وهذا الفعل يعتبر خيانة عظمى في القوانين السورية،
وموقفا لا وطنيا، وتجزيئيا، وتخريبيا، ولا يقبله أي سوري شريف مهما كان انتماؤه الطائفي أو العرقي أو الديني، لأننا جميعا ننتمي إلى حاضنة واحدة هي سوريا بكل مكوناتها البشرية والجغرافية، وكل من يسعى لتقسيم سوريا، والاحتماء بالعدو المحتل فهو خائن للوطن، وعلى كل الشرفاء من إخوتنا الموحدين أن يعربوا بصريح العبارة عن انتمائهم وتوجههم ورفضهم لهذا النهج الهدام المعادي لسوريا وللسوريين، وللطائفة الدرزية نفسها. فسوريا هي الحامية لكل مواطنيها، وليس العدو المتربص بها لتفكيكها وتدميرها، بخلق الفتن الداخلية مستغلا خيانة البعض وتخليهم عن وطنهم الأم الذين عاشوا في أحضانه منذ مئات السنين.