ولد وديع هاديء القط يأكل عشاءه حسب المثل السوري، هكذا كان يوصف بشار الأسد بين إخوته، فمجد مرض عقليا، وباسل الذي كان مرشحا لخلافة والده قتل "شهيدا" في حادث سيارة بسبب السرعة الفائقة على طريق مطار دمشق للحاق بطائرة ألمانية تقله إلى موعد مع عشيقة، وماهر رجل عنيف يترأس الفرقة الرابعة التي أجرمت بحق السوريين، وزعيم عصابات المخدرات والكبتاغون، وبشرى هربت من أخويها إلى الإمارات بعد مقتل زوجها آصف بعملية مدبرة من أخويها. أما الوديع البديع فلم يكن سوى الولد الوحيد لمؤسس سلالة آل الأسد "الوحش" سابقا الذي دخل الجامعة لدراسة طب العيون، أما باقي إخوته فمنهم من نال شهادة ثانوية بدرجة "تشحيط" بالواسطة أو لم ينل، لكن هو دخل جامعة دمشق كأي طالب ولكن بعلامات لا تؤهله دخول الفرع ولكن بحكم أنه نجل المؤسس والحاكم المطلق تم قبوله دون تردد أو نقاش، فالنقاش في مثل هذه المواضيع كمن يعلق مشنقته بيده، هذا "الوديع" تخرج طبيب عيون "تشحيط" وعين فورا في المستشفى العسكري ليتعلم جراحة العيون في أبصار المساكين الذي حولهم جميعا لا يبصرون بعد كل عملية قام بها والشهود على ذلك عديدون. ولشغفه الطبي لم يكتف بدرجة طبيب فأوفد نفسه على حساب أبيه ليدرس تخصصا عاليا في بريطانيا لكن الرياح لم تسعفه في نيل ما تمنى، فقد رحل الوالد المؤسس بعد سرطان دم، ولم يتبق في سوريا سوى الطبيب الجهبذ الذي شرب من وادي عبقر لخلافته، فهو الوحيد الذي يمتلك قدرات علمية فائقة والمشفى العسكري شاهد على ذلك، وخبرات عسكرية قل مثيلها فهو لم يتصد لإسرائيل وبعد مئات الضربات الموجعة لأن الاستراتيجية المتبعة هي الرد في الزمان والمكان المناسبين، وناهيك عن الدهاء السياسي الذي ورثه عن والده بالفطرة فبهذه الفطرة قاطعت سوريا معظم دول العالم، وطردتها من الجامعة العربية، ومع ذلك عندما نصبوه رئيسا بعد تعديل الدستور السوري ببضع دقائق في برلمان المطبلين المزمرين لكون صغر سنه القانونية، تفاءل السوريون خيرا به بعد مجازر والده وفروع مخابراته وسجونه وشبيحته فإذا "بفرخ البط عوام" فتضاعفت السجون، وعادت للسوريين الشجون، ولما انتفض السوريون قتل منهم مليونا ونيف، وهجر نصفهم إلى زوايا الأرض الأربع، لكن الشعب السوري الأبي الذي انتفض لم يسلم ويستسلم فوصل إلى قصره المنيف، فوجده فارغا بعد أن فر "الدكتور" خلسة مع كل خفيف، ولم يخبر حتى أخيه الذي كان يحميه، هذا هو الولد الوديع طبيب العيون، الاختصاصي بقتل المليون وسليل عائلة الإجرام والكبتاغون.